عنوان الموضوع : خلق أم تطور - للبحث العلمي
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية





يؤمن معظم الناس بأن كل شيء في هذا الوجود هو مخلوق ، غير أن بعض المفكرين من علماء الطبيعة يضعون نظرية التطور بدل الخلق ، بمعنى تغيير الأجناس من جنس لآخر أو من نوع لآخر.هذا الإعتقاد ساد أيضا في معتقدات كثير من الشعوب الغابرة التي آمنت بآلهة كانت قادرة على تغيير شكلها من نوع لآخر.


هذه المعتقدات بدأت تترسخ مرة أخرى في أذهان بعض المفكرين الأوروبيين في القرن الثامن عشر أمثال Pierre de Maupertius, Jean Baptiste de Lamarck و Erasmus Darwin جد Charles Darwin، وفي المنتصف الأول من القرن التاسع عشر انتشرت هذه المعتقدات وأطلق عليها في كثير من الأوساط العلمية الأوروبية اسم "نظريات" بدلا من معتقدات،ولم تكن هذه "النظريات" في بداية الأمر واضحة المعالم حتى جاء تشارلز داروين ، وأطلق عليها اسم التطـور
(evolution ) بواسطة الخيار الطبيعي(natural selection) ، كما نشر الفريد راسل ولاس (Alfred Russel Wallace ) في نفس هذا المعنى .
هذا وقد تضاربت الآراء والنظريات حول نظرية طھط·ظˆط± الأجناس ، فعلى سبيل المثال يقول Georges Louis Leclerc de Buffon أن الله خلق في البداية مخلوقات كاملة الشكل والتطور (perfect ) إلا أنها تراجعتفي شكلها وتطورها خلال التاريخ الطويل للكرة الأرضية . فهو يرى في القردة بشرا منحني
القامة ، وفي الحمير خيولا متخلفة التطور ، وفي الضباع ذئابا مشوهة الشكل . أما Agassiz Jean Louis Radolphe ، وهو من اتباع نظرية الكوارث الطبيعية، يقول بأن تطور الكائنات الحية على الأرض هو نتيجة الكوارث الطبيعية التي يتبعها دائما خلق جديد . وكان Agassiz من أشد المعارضين لنظرية داروين في التطور، بينما اعتقد كل من Jean Baptiste Lamarck, و Geoffroy Saint-Hilaire و Georges de Cuvier بأن جميع الكائنات الحية ، من الحيوان البدائي حتى الإنسان ، هي نتيجة تطور متواصل، فقد تمكنت حسب زعمهمأشكال حياتية بسيطة خلال سلَم الحياة (scola naturae ) من مواصلة التطور ومن تكوين أعضاء ، وتغيير أجسام حسب الظروف البيئية المحيطة ، حيث يتم وراثتها "كمميزات مكتسبة" فيما بعد، أماGeorges de Cuvier فقد ابتعد عن هذه النظرية ، وقال أن الأجناس لم تتغير منذ بداية الخليقة ، وأن أنواعا كثيرةانقرضت نتيجة كوارث طبيعية . هذا التفكير ساد معظم الأوساط العلمية في كل من بريطانيا وفرنسا حتىنشر كل من Charles Darwin (1859) ولاحقا Alfred Russel Wallace (1869/1870) نظريتهما التي لم تأخذ منحا شموليا إلا في الوقت الحاضر ، وخاصة بعد اكتشاف الوراثة المندلية والجينات .




لو نظرنا إلى فلسفة التطور الفكري في أوروبا ، لوجدنا أن النظرة في القرن السابع عشر , أي بعد التحرر من أفكار العصور الوسطى السوداء ، وعصور محاكم التفتيش (inquisitions ) كانت صناعية ميكانيكية ، وبداية استعمار القارات والشعوب ، وفي القرن الثامن عشر ساد المنطق والرومانسية أفكار العصر، غير أن الأنظار فيالقرن التاسع عشر توجهت إلى نظريات معقدة ركزت على التاريخ والبيولوجيا . ففي هذا العصر زادت الحفريات والاكتشافات التاريخية ، وتم العثور على كثير من الحضارات الغابرة ، وبنفس الوقت بدأ البحث عن أصل الحياة، وخاصة أصل الإنسان. وتضاربت النظريات، لا بل تزاحمت حتى أصبحت نظرية داروين وأصل الأجناس في القرن العشرين الشغل الشاغل لكثير من علماء الطبيعة، علما أن نظرية داروين في التطور ما هي إلا منتج(product ) من المناخ الاجتماعي، والاقتصادي والسياسي للعصر الفكتوري البريطاني. في ذلك العصرآمنت الطبقة الحاكمة بأن التقدم يتم بواسطة المنافسة في السوق الحر الذي أوجدته قوة عسكرية من جيش إمبريالي في البلاد التي تم استعمارها ، حيث قادها هذا إلى الاعتقاد بأن العنصر الأوروبي، وخاصة البريطاني يتميز عن هذه الشعوب التي سادها، وفي نفس الوقت أخذت الفلسفة الإيجابية في هذا العصر تفخر بنصر الميكنة المادية على الدين وعلىأية أفكار رومانسية ، وحل الإيمان بتكوين وثبات الجينات محل الإيمان بالروح الخالدة ، وحل العلم محل الدين .
أمانظرية داروين الجديدة فهي عبارة عن زواج بين الوراثة المندلية (Mendel’s genetic ) وداروينية
الخيارات الطبيعية (Darwin’s natural selection )، وتأسست كنظرية حديثة تدعي بأنها قادرة على شرح سر الحياة، وهي عمليا لا تشرح شيئا وإنما هي نظرية وضعت بكل بساطة لخدمة ايديولوجيات هدامة . ففي نهاية القرن التاسع عشر مثلا، أي في قمة العصر الإستعماري تطورت النظرية الدارونية الاجتماعية (social darwinismus) التي تقول بأن نظرية التطور بواسطة الخيار الطبيعي تشمل أيضا تطور الإنسان والجماعات، فالإنسان كالنبات والحيوان يتنافس من أجل البقاء ، بحيث لا يكون العيش إلا للأفضل .وفي السنوات التالية عندما تم اكتشاف اللولب المزدوج (double helix ) أصبح الكائن الحي وكأنه مجموعة جينات تراقب جينات حسب " كود أو برنامج وراثي معين "، يلي ذلك تطور (evolution ) إلى تغييرات حياتية مختلفة بواسطة الخيارالطبيعي (natural selection ) ، أي أن تطور الأجناس من أصل واحد، يتم بواسطة قدرة الكائن الحي على التأقلم على بيئة يعيش فيها تدريجيا بواسطة تراكم تغييرات صغيرة تتكون من تيارات التغييرات في عالم متغير خلال ملايين السنين ، وأن التغييرات الحياتية النشطة فقط هي التي تحيا وتنتج وكل هذا يعني أن الكائنات الحية غير مخلوقة ، بل تكونت نتيجة هذا التطور .
بهذا يكون الكائن الحي قد نتج نتيجة قوىً منتقاة، كمفعول به غائب ، ليس له أي مراقبة،وخبرته الحياتية مهملة تماما ، وكأن الجينات التي يحملها هي وحدها فقط التي تقوم بالتطور، وهذا يعني أن الخيار الدارويني (Darwinal selection) يتكون نتيجة تأثير الظروف البيئية على جينات متغيرة، تظهر صدفة بطرق مختلفة ( أخطاء في النسخ ) ، وأن هذه التغييرات في الأجيال المتعاقبة تبقى قائمة أو قد تختفي ، وذلك حسب قدرة الكائن الحي على تحمل الظروف البيئية المحيطة . فحسب داروين وولاس فإن هذه هي الطريقة
الوحيدة التي بواسطتها تتكون الأجناس المختلفة، كما تتكون الوظيفة المنظمة (لكل كائن حي ) من نفسها دون أي تدخل هادف. والسؤال الذي يجب أن يطرح، كيفيمكن لنتيجة أن تظهر وكأنها مبنية على خطة، دون أية وجود لخطة ؟
إن افتراض التطور الذي يسمح للأجناس أن تتشكل يقود بلا شك إلى ظهور أجناس مرتبطة بمكان واحد ، كما أن وجود أجزاء من أعضاء غير نامية يمكن تفسيره أيضا بالتطور ، إلا أن مثل هذه الحالات لا تتوقف على الطيور أو بعض الحيوانات في أمريكا الجنوبية ، أو جنوب شرق آسيا مثلا ، بل تشمل كائنات حية في أماكن متعددة من العالم . فكثيرا من الطيور في الجزر النائية لا تطير ، لأنها لا تحتاج إلى أجنحتها نظرا لوفرة الغذاء ولعدم وجود أعداء ، وهذا يعود إلى تأقلم (Adaptation) هذه الكائنات الحية على الظروف البيئية المحيطة ، ولا يعود إلى تطورها من الأدنى إلى الأعلى . فالتأقلم على ظروف بيئية معينة يؤدي بلاشك إلى تغييرات شكلية في الكائنات الحية ، غير أن هذه التغييرات تكون عادة تغييرات في الشكل الظاهري فقط كاللون ، والقامة ، والحجم ، أو عدم القدرة على الطيران أو غيرها ، ولم يحصل أي تغيير في تركيبة الكائن الحي الكيميائية أو الفسيولوجية أو حتى التشريحية ، بمعنى أنه لم يحصل أي تغيير في جنس الكائن الحي من نوعإلى آخر. إضافة إلى أن الممالك الحياتية من حيوان ونبات لا تعكس ولا بأي شكل من الأشكال سلم التطور من أشكالحياتية بدائية إلى أشكال حياتية متقدمة . فكل كائن حي في هذا الوجود أخذ مكانه، ووضع في المكان الملائم له في الحلقة الغذائية نتيجة الخيار الطبيعي الذي بدأ بالتأقلم على ظروف بيئية محيطة . أيضا لكل تطور هدف ووظيفة ، والتأقلم يظهر كتركيبة هادفة ، ويعتبر في حد ذاتهبرهان لوجود الله سبحانه. فتأقلم الكائن الحي على كل معطيات الحياة من غذاء ومعيشة ، تحت ظروف بيئية مختلفة يقود إلى الخيار الطبيعي لهذا الكائن،والتأقلم يخدم عادة وظيفة معينة ، كالتأقلم على ظروف جوية قاسية أو الحماية من الأعداء، ولهذا فإن منشروط التأقلموجود الكائن الحي أولا ، الذي يتأقلم على ظروف بيئية معينة يمكن أن تورث ، ولكنها في نفس الوقت قابلة للتغيير إذا تغيرت الظروف البيئية المحيطة نتيجة كوارث طبيعية الخ وهذا هو الخيار الطبيعي للكائن الحي نفسه ، أي التأقلم على الظروف البيئية المحيطة، ولا يهدف التطور أبدا إلى إيجاد ذكاء،أو إيجاد أنظمة توجه بذبذبات ما فوق الصوت، كما هو الحال في الوطواط....

إن نظريات أصل الأجناس ما زالت ناقصة وغير واضحة ، كما أنها لا تعتمد على براهين وأدلة قاطعة بعكس نظرية الخلق والقدرة على التأقلم التي تقول أنه لا بد من وجود أماكن خلق مختلفة ، لتفسير وجود الأجناس





المرتبطة بمكان واحد . وهذا ما تم اكتشافه بالفعل في كثير من الجزر النائية من العالم . فمثلا كثير من الطيور في هذه الجزر لا توجد في مكان آخر من العالم ، كما أنها غير قادرة على الطيران ، لأنها لا تحتاج إلى أجنحتها مع وجود الغذاء وعدم وجود أعداء طبيعيين ، كطير الكيوي (kiwi) و الموا (moa) و الكاكابو (kakapo )و تاكاهي (takahe ) وغيرها كثير في جزر نيوزيلاندة النائية ، أو كالإوزة العملاقة موانالو (moanalo) التيعاشت في جزر هاواي النائية . أيضا الهرة النمرية ( tiger cat ) والعفريت التسماني (tasmanian devil) لا توجد إلا في جزيرة تسمانيا الاسترالية النائية ، هذا بالإضافة إلى أن كثيرا من الكائنات الحية تتأقلم على ظروف بيئية معينة ، كنبتة السيف الفضي (silversword fern ) في هواي التي تزهر كل 15 سنة ، ثم تموت بعد أن تقذف ببذورها التي لا يعيش منها إلا حفنة قليلة فقط





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________