عنوان الموضوع : العضل ، ما هو العضل ، بحث و معلومات و تقرير صحفي عن العضل بحث علمي
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية

العضل ، ما هو ط§ظ„ط¹ط¶ظ„ ، بحث و ظ…ط¹ظ„ظˆظ…ط§طھ و طھظ‚ط±ظٹط± طµط*ظپظٹ عن العضل تعرف العضل تاريخ العضل اضرار العضل في الزواج


تحقيق: شيخة العتيبي

هل هناك في هذا الزمن عضل للمرأة؟ وكيف هو العضل؟ وما هو تعريفه؟ وهل العضل يأتي على صورة واحدة أم أنه له أكثر من شكل؟

هل تعاني المرأة في هذا الزمن بالفعل من تسلط الرجل في غير حق شرعي؟ هل جاوز الرجل حدوده الشرعية في التعامل مع المرأة؟

نعم ما زالت رواسب أهل الجاهلية تلاحق بعض أبناء الإسلام، وتعشش في عقول البعض بحجة العادات والتقاليد ومن أبرزها، عضل المرأة والتحجير عليها، حيث رفع الإسلام الظلم عن المرأة، وعزَّزها وكرَّمها أماً وأختاً وزوجة وبنتاً، ولكن بعض العادات الجاهلية ظلت تطل برأسها بين الفينة والأخرى، حتى حسبها البعض ضمن الموروثات التي يجب التمسك بها فوقعوا في الهلاك والظلم.

ما حقيقة عضل الفتاة، وما صور العضل وأنواعه وما مفاسده وحكمه الشرعي؟ المشاركة التالية من العلماء والدعاة ألقت الضوء على جوانب هذه العادة المقيتة التي لا مكان لها في ظل عدل الإسلام ورحمته، وصونه لحقوق المرأة وإنصافها، فهذه الإضاءة تكشف أبعاد العضل ومخاطره وكيفية التخلص منه، وحجم معاناة بعض النساء نتيجة ممارسته باسم القبلية وغيرها من المسميات التي ترتهن إليها المرأة.

عن هذه المشكلة تحدث الدكتور إبراهيم بن ناصر الحمود الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء قائلاً: تعاني كثير من المجتمعات من مشاكل أسرية سببها -في الغالب- عادات موروثة ما تلبث أن تعود من جديد لتخيِّم على بعض الأسر نتيجة جهل وتعصب بعض الأولياء لأسباب واهية وعادات جاهلية قديمة تكون ضحيتها هذه البنت المسكينة التي بلغت مبلغ النساء، وتنتظر فارس أحلامها بكل لهف وشوق. ثم تفاجأ بالرفض من أبيها أو وليِّها على الرغم من كثرة الخطّاب الذين يطرقون الباب صباحاً ومساء. حتى إذا أيسوا من كثرة الرد بحثوا عن غيرها وهكذا تتكرر المأساة مع الأخرى فتبقى النساء عوانس في البيوت ولا يخفى ما وراء ذلك من الخطر الداهم على فئة الشباب من الجنسين.

التحجير ظلم عظيم

وهناك عضل من نوع آخر وهو ما يسمى بالتحجير. وهو معتقد وخيم وظلم عظيم حين يعتقد الولي أن ابنته حجر على ابن عمها أو قريبها دون سواه بغض النظر عن دينه أو خلقه، وتزوّج منه بغير رضاها إجباراً. وهذا أعظم جرماً من سابقه وكلا النوعين فيهما مضادة لحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالله سبحانه وتعالى يقول: { وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ } [النساء: 19] . وفي آية أخرى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ }[البقرة: 232] .

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير" ويقول عليه الصلاة والسلام: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا البكر حتى تستأذن"

فأين هؤلاء من هذا التشريع الإلهي والتوجيه النبوي الذي يحرص كل الحرص على حفظ كرامة المرأة وصيانتها وعفتها وإعطائها حقها في الحياة.

فكيف تمنع الفتاة من متعة الحياة التي أباحها الله لها بسبب تحكم الولي وتعصبه وقبليته.

أسباب واهية

إن الكثير من فتيات مجتمعنا يعانين من هذا الخلق الذميم ويقاسين صنوف العذاب بسبب هذا الحرمان الذي تسبب في عزوف الشباب عنهن فتبقى إحداهن حبيسة بيتها عالة على أهلها ومجتمعها بعد أن حرمها وليُّها حقها في الحياة، فأصبحت فريسة للهموم والأحزان وعرضة لضعاف الإيمان من أشباه الرجال وربما تقع في وحل الرذيلة وتفقد عفتها وكرامتها، بل ربما تفقد حياتها بعد أن دفعت شرفها ثمناً لهذا التعنت والعناد فلاقت مصيرها بيد وليِّها الذي خان العهد والأمانة، ورضي بالعار والفضيحة ولسان حالها يلهج بالدعاء على من ظلمها، وأي ظلم أعظم من هذا الظلم الذي منعها حقها الشرعي في إعفاف نفسها.

ولو فتش أحدنا عن أسباب هذا العضل لوجدنا أسباباً واهية إما بسبب نزعة قبلية أو عصبية مقيتة، أو بسبب الطمع والجشع حين يرغب الولي في الاستفادة من مرتبها الشهري فترة طويلة من الزمن.

ومن أسباب التحجير على الفتاة: التقليد الأعمى لعادات درست ورثها الآباء عن الأجداد في بعض القبائل ويقولون: "القريب أولى من الغريب" دون اعتبار رأي ضابط شرعي أو مصلحة شرعية.

الظلم ظلمات

فليتق الله كل ولي في موليته، وليمنحها حقها الذي أباحه الله لها في إشباع غريزتها، فالظلم ظلمات يوم القيامة. وهل يرضى أحد أن تكون ابنته وفلذة كبده خصمه يوم القيامة والله تعالى يقول: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء: 47] .

ومن صور الظلم للفتاة أن يسارع الولي بتزويجها لأول خاطب دون ترو أو تحر عن دينه وخلقه بعد قناعته بحسبه ونسبه وماله، وهذا ينعكس أثره على تلك المسكينة التي أصبحت ضحية للإفراط أو التفريط، فكم من فتاة تندب حظها وتجني ثمار بؤسها وشقائها حين وقعت في يد من لا يرحمها.

وفي النهاية تعود إلى بيت أبيها خاسئة ذليلة وتصاب بالإحباط والشعور بسوء الحظ وتبقى مطلقة أو معلقة مدى الحياة.

فيا أيها الأولياء اتقوا الله فيمن تحت أيديكم وبادروا بزواجهن ممن ترضون دينه وخلقه، فإن كثيراً من الأسر تعيش واقعاً مؤلماً ومعاناة كبيرة بسبب من بلغت سن الأربعين ولم تتزوج وهي تناجي ربها وتشتكي ظلم من ظلمها، وكأني أسمعها وهي تنادي من وراء القضبان، خذوا كل شيء في حياتي وامنحوني زوجاً، لا تحرموني من نعمة الولد وفلذة الكبد، لا تضيعوا حقي في الأمومة والحنان أسرعوا قبل فوات الأوان.







خطر عظيم

هذه مشاعر كل فتاة منعت من التزويج أو أجبرت على من لا تريد، فنعوذ بالله من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع.

عزيزي القارئ الكريم: إننا نعيش في عصر الشهوات والمغريات والفضائيات مما يزيد الطين بلة. فجدير بالرجل العاقل أن يعرف للمرأة حقها ويحفظ لها كرامتها، فإن العضل والتحجير منذر بخطر عظيم. فها هي البيوت قد ملئت بالعوانس والمطلقات فسرعان ما يأخذ الشاب قرار الإغلاق بالطلاق ويحصل الفراق فتشارك المطلقة أختها العانس ويصاب المجتمع بالخلل الأسري، بل ربما يصاب بالتحلل الخلقي حين تضعف كل مطلقة وعانس أمام مغريات الحياة وصخب الشاشات فيحصل ما لا تحمد عقباه.

لمحة تاريخية

الدكتور إبراهيم بن عبدالله السماري عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية تحدث عن التطور التاريخي لعضل النساء قائلاً: مع بزوغ فجر الإسلام الدين الخاتم عرف الناس آنذاك الأحكام الحكيمة، والأخلاق الرحيمة، وفرضت الحقوق، وحددت الواجبات، في شمول وكمال لم يكن معهوداً بين الناس قبل ذلك، وأصبح الجميع في ميزان الإسلام سواء الغني والفقير، والعظيم والصعلوك، والذكر والأنثى، كل بحسب طبيعته: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ } [آل عمران: 195] { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ } [النساء: 32].

وهكذا تغيَّرت النظرة القاصرة إلى المرأة في الجاهلية لتأخذ حقها العادل في الإسلام. وفي سبيل تحقيق هذا العدل بادر الإسلام إلى منع عضل النساء بكل صوره وأشكاله وتداعياته من الأب أو الولي أو الزوج، وعضل المرأة هو منعها من الزواج من الخاطب الكفء إذا تقدم إليها، أو طلبته، أو منعها من العودة إلى زوجها في الطلاق الرجعي بعد انتهاء العدة، وسمي العضل عضلاً لما يفضي إليه من الشدة والحبس والتشديد والتضييق، يقول تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 232] .

القضاء على العضل

وتناول الدكتور السماري كيفية القضاء على هذه العادة السيئة بقوله: يجب أن ندرك أن صور العضل تتجدد وتتطور تبعاً لتطور وظروف البيئة الاجتماعية ومتطلبات الحياة عموماً، ولذا كان من الضرورة أن تتجدد وتتطور كيفية المعالجة بما يكفل القضاء على كل أشكال العضل وصوره المتجددة.

فلا بد من تكثيف التوعية الدينية فكثير من حالات عضل النساء سببه العناد مع الجهل بالمقتضى الشرعي، ولو وصلت التوعية الصحيحة، التي تجمع بين الترغيب في ما عند الله من حسن معاملة النساء استجابة لوصاية المصطفى صلي الله علية وسلم بهن، والترهيب ببيان ما يترتب على العضل من مخالفات شرعية وجزاءات دنيوية وأخروية لتغير موقف كثير من العاضلين بدون شك.

ولتحقيق ذلك ينبغي أن تكون هناك زواجر واضحة مستمدة من القواعد الشرعية المقررة وعلى رأسها القاعدة الشرعية الكبرى (لا ضرر ولا ضرار) وبالتالي فإن لولي الأمر استمداداً من هذه القاعدة العظيمة أن يضع تنظيمات معينة وملزمة تمنع نشأة أو استمرار ظاهرة عضل النساء لما فيها من هدر لكرامة المرأة والتضييق عليها بدون وجه حق ولأنها مخالفة صريحة للمقصود الشرعي الصحيح والعادل.

من أخلاق الجاهلية

د. خالد بن عبدالرحمن الشايع تحدث عن العضل وخطره على المجتمع مؤكداً حرمته بالأدلة الشرعية، وقال: لا ريب أن عضل النساء ومنعهن من التزوج بالأكفاء ذنب عظيم وإثم كبير، وهو من أخلاق الجاهلية وسيئ فعالها، والأصل في تحريم العضل قول الله تعالى: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ } [البقرة: 232]. وأما العضل في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ } [النساء: 19] . الآية، فالمراد: العضل من الزوج نحو امرأته.

قال الموفق ابن قدامة رحمه الله في كتابه "المغني" ج7 ص:42، "معنى العضل: منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك، ورغب كل واحد منهما في صاحبه"

وقال ابن منظور رحمه الله: عضل المرأة عن الزوج: حبسها، وعضل الرجل إيمه يعضُلُها ويعضِلُها عضلاً وعضَّلها: منعها الزوج ظلماً. لسان العرب (11/154 مادة (عضل).

قال ابن الجوزي -رحمه الله- في "تفسيره" زاد المسير ج:1، ص:962 قوله تعالى: { فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ } [البقرة: 232] . خطاب للأولياء. قال ابن عباس وابن جبير وابن قتيبة في آخرين: معناه لا تحبسوهن. انتهى.

ومن صور العضل الذي نهت عنه الشريعة ما جاء النهي عنه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

ثلاثة أقوال

قال الحافظ ابن الجوزي في الذي نهوا عنه ثلاثة أقوال:

أحدهما: أن الرجل كان في الجاهلية إذا كانت له قرابة قريبة ألقى عليها ثوبه فلم تتزوج أبداً غيره إلا بإذنه. قال ابن عباس.

والثاني: أن اليتيمة كانت تكون عند الرجل فيحبسها حتى تموت أو تتزوج بابنه. قاله مجاهد.

والثالث: أن الأولياء كانوا يمنعون النساء من التزويج ليرثوهن. روي عن مجاهد أيضاً في زاد المسير ج:2ص:04-14.

وقال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره عند هذه الآية:

روى البخاري عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا } [النساء: 19] . قال: كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته، إن شاء بعضهم تزوجها، وإن شاؤوا زوجوها، وإن شاؤوا لم يزوجوها، فهم أحق بها من أهلها فنزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا } [النساء: 19] . هكذا ذكره البخاري في صحيحه 9754. وأبو داود في سنن أبي داود 9802، والنسائي في "الكبرى" 49011. وابن مردويه وابن أبي حاتم.

وقال زيد بن أسلم في الآية: عن أهل يثرب إذا مات الرجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله، وكان يعضلها حتى يرثها أو يزوجها من أراد.

وروى ابن جرير من طريق ابن جريج قال: أخبرني عطاء: أن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك الرجل وترك امرأة حبسها أهله على الصبي يكون فيهم فنزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا } [النساء: 19] .

شيء من الجاهلية

وقال السدي: عن أبي مالك كانت المرأة في الجاهلية إذا مات زوجها جاء وليه فألقى عليها ثوباً فإن كان له ابن صغير أو أخ حبسها حتى يشب أو تموت فيرثها، فإن هي انفلتت فأتت أهلها ولم يلق عليها ثوباً نجت فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا } [النساء: 19] .

قال ابن كثير: فالآية تعم ما كان يفعله أهل الجاهلية وما ذكره مجاهد ومن وافقه وكل ما كان فيه نوع من ذلك والله أعلم.

وقال ابن المبارك وعبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني سماك بن الفضل عن ابن السلماني: قال: نزلت هاتان الآيتان إحداهما في أمر الجاهلية والأخرى في أمر الإسلام،

قال عبدالله بن المبارك يعني قوله: { لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا } [النساء: 19] . في الجاهلية { وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ } [النساء: 19] . في الإسلام. تفسير ابن كثير (1/664-764).

أقول: وهذه الخصلة الجاهلية تتكرر اليوم وللأسف الشديد لدى عدد من الأولياء، فتجده يحرم موليته في الزواج لأغراض شخصية أو لمزاجه النفسي ظلماً وتعسفاً.

فمن الأغراض الشخصية: أن يمنعها من الزواج ليتكسَّب من مرتبها إن كانت موظفة، أو بسبب مطالبته بأشياء فوق المهر له شخصياً، أو ليستفيد من خدمتها في البيت، وكل هذا من الظلم والقهر المحرم.

وأما المزاج النفسي المتعسف: فبعض الأولياء يرد الخاطب الكفؤ من غير سبب، وإذا سُئل قال: إنه لم يدخل مزاجي، وهذه عجرفة وتعقيد تتحمل المولية أوزارهما بغير حق.

قال الموفق ابن قدامة - رحمه الله-: "فإن رغبت في كفء بعينه وأراد تزوجها لغيره من أكفائها وامتنع من تزوجيها من الذي أرادته كان عاضلاً لها، فأما إن طلبت التزويج بغير كفئها فله منعها من ذلك ولا يكون عاضلاً لها بهذا، لأنها زوجت من غير كفئها فله فسخ النكاح؛ فلأن تمتنع منه ابتداءً أولى. "المغني 7/42"

المصدر مجلة الدعوة العدد 2164 | 17 شوال 1429 هـ
.................................


تحقيق صحفي عن العضل في الزواج

قالت: ربما كنت جَدَّة الآن.. لكن أبي يرفض تزويجي

"طبيبة العَضْل": أريد أن أعيش حياةً طبيعيةً أتزوج وأنجب وأعيش مع مَن أختاره



أيمن حسن - سبق - متابعة: تنتظر طبيبةُ جراحة سعودية، حكم محكمة التمييز لإنصافها والسماح لها بالزواج، بعد أن حرمها والدها وإخوتها منه، إثر رفضها الزواج من ابن عمها. تقول طبيبة الجراحة السعودية سامية (42 عاما) وهي تذرف الدموع: "ربما كنت جَدّة الآن، لي أبناءٌ وأحفادٌ، مثل كل امرأةٍ أعيش حياةً طبيعية، أتزوج وأنجب، لكن أبي حرمني الزواج.

وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" التي أجرت مقابلات ٍعدة مع الطبيبة في دار رعاية، حيث تعيش منذ أكثر من خمس سنوات، إن سامية مثل الكثيرات في السعودية لا يملكن قرارَ اختيارِ الزوج بمفردهنّ، حيث طالبها أبوها وإخوتها بالزواج من ابن عمها، وعندما رفضت، انهالوا عليها بالضرب، لتخرج من المنزل وتلجأ إلى دار حمايةٍ للمعنفات من النساء. ومن بين دموعها تروي الدكتورة سامية مأساتها، قائلةً إن والدها يصر على زواجها من أحد أبناء عمومتها، رغم رفضها ذلك، فهم أصغر سناً منها، كما أنهم أقل منها تعليماً. عندها اعتبر والدها أنها تتحدّاه، فقام بحبسها في غرفتها أسابيع، وقام والدها وإخوتها بضربها بخرطوش مياه، ولا تزال تحتفظ بصور تكشف عن آثار الرضوض والكدمات في جسدها، وعندما خشيت على حياتها قامت باللجوء إلى دار حماية، حيث تعيش حتى الآن، ثم أقامت دعوى "عضل" أمام المحكمة الشرعية في المدينة المنوّرة، وفي ديسمبر 2017، وبعد مداولاتٍ استمرت خمس سنوات، رفضت المحكمة الدعوى.


وقالت الصحيفة إن القاضي وصف الطبيبة في تقريره، بأنها " ابنة عاقة" وطالبها بعرض نفسها على طبيبٍ نفسي، لمساعدتها على حل مشكلة العناد لديها، ويساعدها على الإنصات لوالدها وإخوتها.


تقول سامية إنني طبيبة جراحة، مسؤولة عن حياة الناس، وأرغب أن أكون مسؤولة عن نفسي.


وقالت الصحيفة إن قصة الدكتورة سامية، تجسّد كيف تحولت القوامة على المرأة، إلى سيطرةٍ كاملةٍ عليها من قبل الأب أو الإخوة والأزواج، فلم يعد لها مهربٌ إن تعرّضت لانتهاكاتٍ في حقوقها، وحتى عندما لجأت إلى القضاء، حكمت محكمتان ضدّها، لتصل قضيتها إلى محكمة التمييز.


وأضافت الصحيفة أن الإسلام يمنح المرأة الحقّ في اختيار مَن تتزوج، ولا يشترط سوى حُسن الخلق، لكن الثقافة والعادات القبلية، أثّرت كثيرا في ولاية الرجل على المرأة، وتسرّبت هذه التركيبة من الدين والثقافة والولاية إلى النظام القضائي، الذي يشترط موافقة وليِّ الأمر على الزواج، ورغم أن الكثير من السعوديين يحترمون اختيارات بناتهم، وأخواتهم، لكن الكثير من أولياء الأمور يرفضون هذا، رغم تحذيرات مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل شيخ، بأنه لا يصحُّ إجبارُ المرأة على الزواج بمَن لا ترغب، ولا منعها من الزواج بمَن تختار.


وفي مقابلةٍ مع المحامي السعودي أحمد السديري، وكيل الطبيبة، اعتبر أن قضيتها "استثنائية"، مشيرا إلى أن والدها يرفض زواج ثلاث بنات أخريات في الثلاثينيات الآن، إلا من أبناء عمومتهن.


تقول الصحيفة إن أموال المرأة ربما لعبت دوراً في مثل هذه القضايا، فتروي الطبيبة أن والدها اعتاد أن يأخذ راتبها لسنوات، ولا يمنحها إلا قليلاً منه كل شهر.


يقول مدير فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في جدة حسين الشريف: "يعد المال غالباً، الدافع للانتهاكات التي يقوم بها بعض أولياء الأمور، خلال قوامتهم على النساء، رغم أن الإسلام يفرض للمرأة ذمة مالية خاصة".


وتضيف الصحيفة: أيضا حذّر آل شيخ، من هذا الأمر حين قال: "من الخطأ أن يشترط الأب الحصول على رواتب بناته قبل الموافقة على زواجهن".


وقال المحامي السديري إنه تقدم باستئنافٍ للمحكمة، وسيقدم خلاله أدلةً ووثائقَ عن سعوديين تقدّموا لطلب يد الطبيبة، رفضهم الأب، رغم أنهم من القبيلة نفسها. وحسب الصحيفة، فقد رفض الأب مقابلة الصحيفة، للتعقيب على القضية وظروفها.


وقالت الصحيفة إن الكثير من الفتيات في المملكة يعانينّ من مشكلة العضل، فقد كشف تقريرٌ للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، عن أن هناك 86 قضية عضل، أمام المحاكم في السنوات الخمس الأخيرة وهو ما يعني أن الكثير من الفتيات يرفضن الانتهاكات التي يتعرضنّ لها.


تقول الدكتورة سامية من بين دموعها، إنني سأواصل الضغط للحصول على حكمٍ في قضيتي من أجل إخوتي ومن أجل كل السعوديات اللاتي يتم معاملتهنّ كحيواناتٍ.


وتضيف: إنني لا أطلب كنزاً، بل أطالب بحقوقي، إنني فقط أريد أن أعيش حياةً طبيعيةً، أتزوج وأنجب أطفالاً، وأعيش مع إنسانٍ أختاره.










>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

مشكوره يسلموو


__________________________________________________ __________
شكرا


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________