عنوان الموضوع : تطور الكائنات الحية كيميائيا
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية



في معتقدات كثير من الشعوب ترتبط الحياة بالروح ، الروح الخالدة التي تسكن الجسد المادة. فالحياة تعني وجود ، ومن علاماتها الأيض والنمو والتفاعل والتكاثر ، كما يعرف الكائن الحي بأنه وحدة كاملة متناسقة ، منظمة يعتمد على نفسه بكل المقاييس، وتتم عملية تكاثره بواسطة مضاعفة عناصر مواد وراثية موجودة في الحامض النووي المعروف ب
DNA (Desoxyribon Nucleic Acid )، غير أن كثيرا من علماء الطبيعة يعتقدون بأن سر الحياة يكمن في الظهور العفوي لعناصر أو شيء ما شبيه بالجينات كانت قادرة على مضاعفة نفسها قبل ثلاث بليون سنة تقريبا.إنهم يتخمنون بأن مركبات كيميائية عضوية قد تكونت مع الزمن ، وكونت مراحل ما قبل حياتية ، وقد يكون عنصر RNA (Ribon Nucleic Acid ) هو الذي قام بلعب دور نشط في الخلية ط§ظ„ط*ظٹط© ، حيثكان هذا بداية النسخ أو التكاثر ( self-replicating )، وأدى حسب زعمهم هذا التكاثر الذاتي العشوائي لهذه العناصر إلى وجود اختلافات في الأجناس، وإنمركب DNA العنصر العالي التقنية لم يظهر إلا بعد نشأة الحياة، لأنه حتى يكون قادرا على التكاثر أو النسخ لا بد من وجود ميكنة خاصة تمكنه من ذلك.
إن هذه الميكنة لا توجد إلا في الخلية الحية التي لا بد من وجودها قبل تكاثر أي كائن حي ،ولهذا فعنصر أل DNA لا بد من أنه وجد مع نشأة الحياة، ومع نشأة الحياة (لا بل مع خلق الحياة) خلقت الأجناس والأنواع، وتأقلمت على الظروف البيئية المحيطة بها، فكل عمليات التهجين في العصر الحديث ، وكل التجارب في أبحاث الجينات لم تكن قادرة على تغيير جنس أو نوع من ط§ظ„ظƒط§ط¦ظ†ط§طھ التي أجريت التجارب عليها، ولم تتجاوز التغييرات إلا إلى تغييرات شكلية في المظاهر الخارجية فقط .

فلو أفترض أن عناصر غير DNA العالية التقنية تكونت بالصدفة قامت بعملية التكاثر أو النسخ ، وأنتجت بواسطة الخيار الطبيعي جماعة من جنس ما ، أو نتيجة أخطاء عشوائية في النسخ أجناس أخرى ، فإن ذلك غير كاف لمسيرة حياة منظمة ودورات حياة طبيعية لكل هذه التشكيلات العديدة والمختلفة من الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض التي يوجد منها حوالي 30 مليون جنس حي تقريبا .
قد تكون ملايين ، لا بل بلايين من السنين كافية لإنتاج مركبات كيميائية قادرة على أن تكوَن أجسام فقرية أو أجسام حشرية ، غير أنه من الصعب جدا فهم إنتاج أجسام حية من عناصر كيميائية لا حسَ فيها ، حتى لو أنها كانت قادرة على مضاعفة نفسها، غبر أن هذه الأجسام غير قادرة على مضاعفة نفسها لأنها تنقصها الحياة ، إضافة إلى أن DNA خارج الخلية الحية غير قادرة على الحفاظ على مركبها الكيميائي، وخاصة تحت تأثير عوامل طبيعية قاسية كعوامل البرق والرعد والإشعاعات فوق البنفسجية (UV ) كالتي كانت تسيطر على الكرة الأرضية في ذلك الوقت الذي يفترض فيه نشأة الحياة. ويعتقد بعض علماء الطبيعة بأن الكائنات الحية الأولى التي تكونت بالصدفة أخذت غذاءها من البحار من ما يسمى " الخلطة البدائية primeval soup " التي يعتقد أن عناصر كيميائية كونتها ، وعندما استهلكت هذه الكائنات الأولية الطاقة نتج عن ذلك أزمة حقيقية في الطاقة ، مما أدى إلى ظهور كائنات حية جديدة أخذت طاقتها من الشمس وذلك قبل حوالي 4 بليون سنة تقريبا.
إن الكائنات الحية الوحيدة التي تستطيع نقل وتحويل الطاقة من شكل إلى آخر هي النباتات، فبواسطة التمثيل الضوئي photosynthesis تتحول أشعة الشمس إلى طاقة تنتقل إلى كل ما هو حي، لهذا فإن النباتات مصدر الغذاء الأول لكل الكائنات الحية، حيث لا بد وأن يسبق وجودها وجود أي كائن حي آخر ، وهذا مما يتافى مع فكرة تكوين الحياة في البحار ومن عناصر كيميائية مجردة .
قبل 400 مليون سنة تقريبا بلغ عدد أنواع النباتات التي غطت الأرض حوالي 320 ألف نوع ، وقبل 150 مليون سنة كانت معظم الحيوانات المعروفة لدينا من زواحف وثديَيات وطيور ، إضافة إلى الدينوصورات تملأ الأرض ، ورغم الكوارث الطبيعية التي قضت على حوالي 95% من حيوانات ونباتات الأرض ، إلا أنها لم تغير من الأنواع )وإن كان بعض هذه الأنواع قد اختفى تماما عن الوجود ، كما حصل مع الدينوصورات قبل 65 مليون سنة تقريبا( .
الحقيقة أنه لا يوجد برهان علمي واحد يدل على تكوين الحياة من عناصر كيميائية مجردة ، رغم آلاف الملايين من السنين التي مرت على هذا الوجود ،علما أن معظم مجموعة المملكة الحيوانية لم تظهر إلا في العصر المسمى Cambrian era، أي قبل حوالي 600 مليون سنة كما دلت بعض المستحثات التي تم العثور عليها، أما الثدييات فقد ظهرت بين 300 و400 مليون سنة تقريبا.
إضافة إلى كل ما ذكر وبإجماع علماء طھط·ظˆط± الأجناس فإن ما يسمى الحلقات التي تربط بين مرحلة تطور وأخرى، والمعروفة بالحلقات المفقودة ( missing links ) لم يعثر عليها.
كثير من الداروانيين يظهر التطور وكأنه مسرح الحياة ، تجري فيه لعبة يانصيب ضخمة، تعطي الطبيعة صدفة فيه ومنذ بلايين السنين أشكال حياة جديدة ، وتحل مشاكل حياة موجودة ، حيث يعتقدون أن مفتاح هذا السر يكمن في الحامض النووي DNA الذي لا يتجاوز سمكه سوى جزء صغيرمن المليون (ppm ) من الميليمتر .
ففي الحياة أي في الجسم الحي تقوم الأحماض النووية بوظيفتين أساسيتين ، فك شفرة المعلومات الوراثية (DNA) التي تنتقل بواسطة الخلايا الجنسية للأجيال اللاحقة ، كما تعمل كوسيط بين النواة وبروتوبلازما الخلية (RNA )حيث يتم عمل البروتينات ، وما زالت الأبحاث المكثفة تحاول معرفة كيف تقوم الأحماض النووية بهذه المهمات الجبارة . هذه الأحماض النووية تطورت كعناصر أساسية مع وجود الحياة، فالشفرة الوراثية التي تحملها ترتبط زمنيا مع وجود الحياة . وقد استطاع علماء الكيمياء الحيوية حل الشفرة الوراثية التي تعطي المعلومات لصنع البروتين،إلا أنهم غير قادرين علىبرهان بأن عنصر DNA قد أوجد الحياة، هذا العنصر الذي لا يوجد إلا في خلية حية ولا يتكاثر إلا في خلية حية .
واليوم وبعد قطع شوط كبير في علم الوراثة وفي شرح الجينات إلا أن أسئلة مهمة ما زالت بلا إجابة، كيف تتكاثر الكروزومات (chromosomes ) مثلا ، الحامل الرئيسي للمعلومات الوراثية ( كل كروموزوم يحتوي على عنصر DNA كحبل طويل مزدوج dopple helix ) ، وكيف تنتقل من خلية إلى خلية ، وكيف تبني وتدير سلوكيات الكائنات الحية الخ ؟؟ ربما قد تم شرح DNA و RNA كيميائيا ، كما تم شرح ما يسمى الشفرة أو المفتاح الوراثي , وكيف يتم عمل البروتينات (البروتينات مسؤولة عن كل أحداث الحياة ، علما أنها ليست من مكونات الخلية الأساسية ، غير أنها تدير عمليا جميع التفاعلات الكيميائية التي تتم في الكائن الحي ) إلا أنه غير معروف كيف يتم تطابق الأحماض الأمينية مع قواعد معينة في التسلسل المتعاقب Sequenz للأحماض النووية ، هذا التسلسل الذي يميز كل كائن حي عن غيره .كما أن هذا لا يعطي الشكل والوظيفة للخلية الحية التي بدونها لا تتم عملية التكاثر . هذا وإن كانت أيضا معرفة الجينات قد تم حلها ظƒظٹظ…ظٹط§ط¦ظٹط§ ، إلا أنه يصعب علينا الفهم كيف استطاعت الكائنات الحية أن تأقلم نفسها على ظروف البيئة المحيطة المتغيرة ، أو أنه كيف استطاعت خلية واحدة ( zygote ) أن تقوم في تكوين كل الأنسجة والأعضاء المختلفة التي يتكون منها الإنسان ، وكيف تعرف خلايا الجنين كيف ومتى تكون مخا أو بشرة، ولماذا تنمو العين في مقدمة الرأس ، وكيف تدير الجينات هذا التطور ؟؟ من يبرمج الخلايا على أن تقوم بأعمالها المتخصصة وتتحول إلى أعضاء وأنسجة ؟؟ قد يحاول علماء الأجنة وعلى رأسهم الداروانيون شرح كل ذلك بواسطة المفتاح الوراثي DNA ،ولكن من الذي يبرمج هذا المفتاح الوراثي لكي يعمل بروتينا أو أنزيما معينا من أجل القيام بتركيب كائن حي معقد مثل الإنسان ، بدايته حيوان منوي وبويضة ونهايته الموت !!!
"يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج . ذلك بأن الله هو الحق وانه يحي الموتى وانه على كل شيء قدير . الحج 5 و 6 ."

المراجع:

1. Ax, P. : Systematik in der Biologie. Berlin, 1988
2. Börner, G. et al (Hg): Vom Urknall zum komplexen Universum – die Kosmologie der
Gegenwart. München, 1993
3. Brown, T., Schneider, S. : Moderne Genetik – eine Einführung. Heidelberg, 1993
4. Gottschalk, W. Ö Allgemeine Genetik. Stuttgart, 1994
5. King, Robert C. and Stansfield, William D. : Encyclopedic Dictionary of Genetics. VCH, 1990

6. Mayr, E.: …. Und Darwin hat doch recht. München, 1995
7. Numbers, Rolandl.: The Creationists. University of California Press, 1993
8. Ridley, M.: Evolution, Probleme - Themen – Fragen. Basel, 1992
9. ****drake, R. Ö *** Gedächtnis der Natur – *** Geheimnis der Entstehung der Formen in der Natur.
München, 1992
10. Tattersall, Ian, Delson, Eric, and Van Converning, John eds. : Encyclopedia of Human Evolution and
Prehistory. St. James, 1988





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________