عنوان الموضوع : الايزوتيريك؟؟ بحث علمي
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية



ما هو الايزوتيريك
الإيزوتيريك أو الدرب إلى باطن الإنسان ، هو الطريق إلى معرفة الذات عبر التطبيق العملي … هو بمثابة مسار وعي داخلي يساعد على تفتيح المقدرات العقلية و القوى الخفية الهاجعة في أعماق كل انسان، وذلك بهدف التطور و الوعي على كل صعيد ، و لا نقول بهدف التوصل إلى الذكاء السامي و سبر أغوار الأبعاد الفكرية فحسب … بل الوعي لمجريات الأمور ، والسير بالإنسان نحو الأفضل والأكمل والأشمل … انطلاقاً من أنّ الإنسان هو سيد نفسه و مصيره.

واقع الايزوتيريك في القدم ، كان الايزوتيريك ، أو علم الذات الباطنية، الشغل الشاغل لكل من وطأ الأرض وعاش عليها . إذ أن معرفة الإنسان لنفسه هي المعرفة الوحيدة التي كان يتوق إليها الكائن البشري ، ويسعى جاهدا لاكتسابها.
منذ ما دبّ الإنسان على الأرض ، بدأ هذا الشعور الداخلي يستيقظ - شعور التوق إلى معرفة مكنونات نفسه . وعلى مرّ الزمن ، استمر هذا الشعور ينمو حينا ويخبو أحيانا أخرى، تبعا لثقافات وحضارات الشعوب التي ازدهرت بها الأرض . لكن جوهر هذا الشعور لم يتغير، بل بقي ذاته في النفس الإنسانية .
وكان انسان الماضي السحيق يدرك ضمنيا أن معرفته لنفسه ستشمل معرفة الطبيعة والكون . لذلك اكتفى انسان تلك الأزمنة الغابرة بالسعي الحثيث لمعرفة نفسه ، تلك المعرفة التي ستؤهله لدراية و إدراك كل ما حوله .
لكن مسيره على درب المعرفة لم يدم طويلا ... فقد حاد الإنسان عن المسار السليم الذي كان ينتهجه في غابر الأزمان ، لذا استحالت عليه معرفة نفسه ، تلك المعرفة الأسمى قداسة والأرقى شمولية، إذ أنها المعرفة الروحية ذاتها !
وبعدما أدرك الإنسان عجزه عن معرفة نفسه - كونه تخلّى عن المنهج الإنساني الصحيح - راح يبحث عن معرفة ما يقع عليه بصره وما تطاله يداه ، أي معرفة الطبيعة والمادة، معرفة المنظور والملموس . وكذلك حاول الإلمام بعلم النجوم والكواكب والأفلاك ... وكان ذلك بداية ابتعاده الحقيقي عن نهج ذاته ، وبالتالي شروده عن الدرب المستقيم الذي كاد يوصله إلى الهدف الذي وُجد لأجله ، لولا انقياده الأعمى وراء الرغبات المادية، والشهوات الجسدية، التي لم تكن إلا لتسجن روحه ، وتقيد انطلاقتها نحو الألوهية السامية .
ذلك كان بدء الخروج عن الدرب القدرية التي رسمها المخطط الإلهي، والتي كادت توصل الإنسان إلى كنف الخالق .
بالرغم من ذلك ، بقي الإنسان يشعر، ضمنيا، بضرورة معرفة نفسه ، والتعمق في أسرار ذاته ... ممّا جعل شعوب العالم تبتدع العلوم والمعارف العديدة والمتنوعة التي تدور في فلك الإنسان . لكن ما من علم استطاع أن يسبر غور الإنسان ، ويتعرف إلى كنهه . فالإنسان نفسه كان بعيدا كل البعد عن فهم ذاته . كان يسعى لمعرفة المادة والتعمق في تركيبها فحسب ، وقد انساق فعلا وراء زيفها، واستسلم لقيودها وحبائلها ... ظنّا منه أنها المعرفة الحقة والوحيدة .
تاريخ الايزوتيريك
ابتدأت هذه العلوم الباطنية بالانتشار، بادئ ذي بدء، من الشرق الأقصى، حيث حفظها أسلاف الحكماء الكبار في أماكن نائية لا تطالها يد البشر . ومن هنالك انطلق ما عُرف ب "الأخوية البيضاء". فكان على كل من شاء اكتساب معرفة الإنسان بسائر فروعها، ان يتدرج بالمعرفة والتجارب والتطور الذاتي ... حتى ينتهي به المطاف في الشرق الأقصى، حيث يُسمح له بالتعرّف ، ومن ثم الاطلاع على شتى العلوم الباطنية . وبعد أن " يتخرّج " من تلك الجامعة الأم ، يضحي من واجبه أن يحذو حذو معلميه ... أي أن ينطلق في الأرض ليوعي أخاه الإنسان ويرشده إلى درب الحق !
بهذه الوسيلة ابتدأ علم الايزوتيريك يشق طريقه خارج أسوار الشرق الأقصى، منذ قديم الزمان . لكنه ، حيثما تواجد، بقي سريا لا يُسمح بالاطلاع عليه إلا للطلاب الحقيقيين ، أولئك الذين يهدفون إلى التكامل الإنساني والعودة إلى كنف الخالق ، بموجب المخطط الإلهي الذي حدد مسار العودة .
وانتشر علم الايزوتيريك في سائر أقطار العالم ، إنما بوسائل خفية أو متنكرة في معظم الأحيان، نظرا للظروف السياسية التي كانت تسود بلدانا كثيرة . فقد ظهر علم الايزوتيريك في الشرق الأوسط عبر العلوم الدينية الإلهية ... وفي الشرق الأدنى في علم الفراسة، وتوارد الأفكار، والقوى العقلية الغامضة ... وظهر في اليونان عبر علم الأعداد، والهندسة، والفلسفة ... وفي مصر القديمة من خلال سر الخلود وسر البناء . وأيضاً بواسطة " السحر " أو السيطرة والتحكم بالعوامل الطبيعية ... وفي بلاد ما بين النهرين عبر علم الفلك ، والتنجيم ، وأسرار الفضاء ... كذلك في بعض البلدان الأوروبية عن طريق علم النفس ، وعلم الكَلِم ... كما ظهر في القارة الأميركية من خلال التحكّم بالعناصر الطبيعية، والسيطرة على الحيوانات ... فما من بلد لم يظهر في تاريخها علم الايزوتيريك بشكل أو بآخر .
لكن الحقيقة تقول أن كل ما جاء ذكره ، كان أشبه بأقنعة لعلم الايزوتيريك ... أقنعة متنوعة كانت كلها تخفي هذا العلم الواسع ، إن عَلِم الإنسان بذلك أم لم يعلم !
وبالرغم من هذا التوسع و الانتشار أثناء العصور القديمة، بقي العلم الحقيقي، علم باطن الإنسان ، خافيا ... ولم يبارح مقره الأصيل إلا بسرية تامة، حتى دخول العصر الحالي .

منهج الايزوتيريك
" إن العلم الأفضل والأهم هو ذلك الذي يمكن تطبيقه عملياً ... ذلك الذي يؤدي بالإنسان إلى التطور من خلال هذا التطبيق ... ولا فائدة ترجى من علم يقوم على النظريات ، ولا يقدم سوى النظريات!!" والواقع أن هذا القول الصائب يختصر منهج الايزوتيريك، فعلم الايزوتيريك لا يرتكز إلا على التطبيق العملي... بل هو التطبيق العملي لمجمل العلوم والمعارف والمبادئ التي تسير بالإنسان نحو التطور الذاتي

الإفادة من الايزوتيريك
أن علم الايزوتيريك ليس علماً نظرياً، ليس معلومات الاطلاع عليها أمر اختياري ، ليس ثقافة عامة يستطيع من يشاء أن يطالعها، ثم يهملها ! علم الايزوتيريك طريقة حياة يحياها الإنسان يوما بعد يوم ... وطريقة الحياة هذه سوف تؤدي بسالكها إلى الوعي والتطور - ولا نقل إلى الذكاء السامي والبُعد الفكري فقط. فالتطبيق الحياتي يعني انفتاحا على الجديد، ويعني كذلك تمرين وعي طالب المعرفة للإلمام بكافة العلوم.

الايزوتيريك و الباراسيكولوجيا
إن أول ما يتبادر إلى ذهن الأشخاص العاديين الذين لم يتعرفوا إلى الايزوتيريك عن كثب ، هو أن الايزوتيريك مجرد تسمية أخرى للباراسيكولوجيا ... والواقع أن هذا الظن خاطئ ! فالايزوتيريك قد يلتقي مع الباراسيكولوجيا في عدة نواحي ، لكنه يختلف معها من نواح أخرى ... علما أن الباراسيكولوجيا ليس إلا محاولة علماء النفس للخروج من نطاق مادة الجسد الكثيفة، والتعرّف إلى الواقع الباطني .

الايزوتيريك و الميتافيزيقيا
في غابر الأزمان ، لم تكن المعرفة مقسمة أو مجزأة إلى مواضيع واختصاصات شأن العلوم الحالية . فنحن اليوم نسمع بأسماء علوم كثيرة منها علم الفيزياء، وعلم الكيمياء، كذلك علم النفس، والطب، وعلم الذرة وعلم الفلك ألخ ... أما في الماضي السحيق فكانت المعرفة علماً واحداً، هو علم الإنسان ... الذي كان يشمل سائر العلوم
الايزوتيريك و معرفة الذات
الايزوتيريك ليس معرفة الذات فحسب ، بل تطبيق معرفة الذات عملياً في الحياة ! " إن معرفة الذات هي أمّ كل معرفة ! " عبارة قالها الأقدمون . وبعدها كانت انطلاقة الفكر الفلسفي اليوناني . فمعرفة الذات هي الهدف الأول من علم الايزوتيريك ، لكنه ليس الهدف الأخير . لأن معرفة الذات تعتبر اكتمال وعي الإنسان ، أو وصوله إلى العرش الإنساني . يليها مرحلة توعية أخرى أرقى حكمة و معرفة و تطوراً
الايزوتيريك في الكون
كان و ما زال علم الايزوتيريك العلم الأشمل و الأوسع . نقول : كان و ما زال ... لأنه كان قبلاً ، كان هو علم الإنسان منذ أن استوى الإنسان واعياً على الأرض ... وما زال ، لأنه ها هو يشرق من جديد على الوعي الإنساني ، ليرتقي به إلى الأسمى ! وسيبقى الايزوتيريك ، لأنه الأبقى، ولأنه الأكمل !

مستقبل الايزوتيريك
لا نبالغ إذا ما أكّدنا أن الايزوتيريك سوف يشمل كل علم وجد على سطح الأرض . وهذا الواقع ليس بعيد التحقيق ، لأن المستقبل قد بدأت معالمه تظهر رويداً رويداً . ها هو الايزوتيريك - قد بدأ يجتاح الطبّ ، وعلم النفس ، وأيضاً علم الهندسة والأرقام ، والعلوم التاريخية والجغرافية . وتدريجاً ، سوف يغزو كل علم على وجه الأرض ... لا ليجعل من شتى العلوم علوماً ايزوتيريكية، فذلك ليس الهدف ، بل ليصبح الايزوتيريك هو العلم الوحيد على الأرض الذي يشتمل على شتى العلوم ، لأنه بكل بساطة علم الإنسان .

ان شاء الله كون وصلت الفكرة





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________
مشكورة على المعلومات
يعطيك العافية



__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________