عنوان الموضوع : رسالة الى معلمة
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسالة إلى معلمة

هذه محاضرة للشيخ إبراهيم الدويش (وصلتني كلماتها هذه عبر الإيميل)


تنبيه ومقدمة



أما التنبيه:


فأقول هذه الكلمات لكل معلمة, ظ…ط¹ظ„ظ…ط© الجامعة والثانوية والمتوسطة والأبتدائية ولمعلمة الرياضيات والعلوم والشريعة والتاريخ واللغة العربية والأنجليزية والرسم والأقتصاد وغيرها من التخصصات وهي لكل معلمة أيا كان حالها ومكانها وزمانها فليس الحديث لفئة خاصة ولا تخصص معين بل هو لجميع المعلمات ولكل من تشرفت :لحمل هذه الرسالة النبيلة والأمانة العظيمة فأقول


أيتها المعلمة حق لكل أب وأم أن يفخر بك كمعلمة لفلذات أكبادهم فكل الألسن تدعو لك أنت يا صانعة الأمهات الجميع يشعرون لك بالفضل بعد الله عز وجل فأنت التي تغرسين الفضائل في نفوس أبنائهم وأنت التي تجلسين الساعات صبيحة كل يوم مع بناتنا للتوجيه والأرشاد أنت أيتها المربية من تزرع الأدب والأخلاق في نفوس بنات المسلمين كل يوم وأنت من حمل الأمانة بنشر العلم والتأديب والتهذيب بين بنات المسلمين أنت أم حنون لكل صغيرة وأخت عطوف لكل كبيرة فأليك أيتها المعلمة كل تقدير واحترام وكل شكر وامتنان, لا تعجبي يا مربية الأجيال من هذه المقدمة فهي ليست كلمات إطراء ولا عبارات مجاملة وثناء بل هو والله الحق متى ما قمت بهذا الدور العظيم وأديت هذه الأمانة على الوجه الذي يرضاه الله عز وجل. إن الجميع يأتون لك كل صباح بأغلى ما يملكون, فلذات الأكباد فلا يطمئنون حتى يجلس بناتهم على عتبة باب المدرسة يسلمونك قلوب بيضاء لتسوديها بمداد التربية والتعليم. أيتها المعلمة إن تلك الآيات التي ترددها صغيرتي وتلك الكلمات التي تخطها بيدها لأول مرة لن أنساها ولن ينساها لك كل أب وأم, بل لن ينساها ربك جلا وعلا وهو القائل (إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى بعضكم من بعض) لك أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة, أفلا .نقدر لك قدرك ونعتز ونفخر بك


ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ***** على الهدى لمن إستهدى اذلاء
وقدر كل امرىء ماكان يحسنه ***** والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش حياً بـــه ابــدا ***** الناس موتى وأهل العلم أحياء


أيتها المعلمة:
أتراك تتحملين هذه المسؤولية العظيمة أمام الله وأمام الناس بكل صدق وإخلاص. أيتها المعلمات: هل تساءلتن يوم من الأيام كم عدد الطالبات اللاتي يخرجن كل صباح ليجلسن بين أيديكن؟ كم عدد الساعات التي تقضيها مئات الالوف بين أيديكن؟ إنها أعداد خيالية وأرقام عجيبة, مسؤوليات وواجبات وأمانات عظيمة لا بد من التوجيه والتذكير, بل لا بد من عقد الندوات والمحاضرات والمقالات, لماذا؟ لنجني ثمارا يانعة ومكاسب رائعة من هنا كانت هذه الرسالة تذكيرا وتبليغا للأخوات. أيتها المربية إن المعلمة الناجحة من تسعى لمعرفة عيوبها وتقصيرها وتحرص على تطوير نفسها وتقدمها أخلاقا ومعاملة وعلما وثقافة ولا يمكن معرفة العيوب والتقصير وتربية النفس والتطوير إلا .بالتواضع والتناصح والحرص على مكارم الأخلاق. فالتدريس فن ومهارة وأخلاق ومعاملة


الهدف والقصد


إن تحديد الهدف لأي عمل نقوم به أمر مهم جدا لنصل الى المراد بيسر وسهولة. وإذا كان هناك هدف فلا بد من وضع خطة ووسائل مناسبة للوصول للهدف في كل أمورنا ولا بد من المتابعة والتقييم لسلامة الوصول, فإذا ضاع الهدف فسد العمل وكان التخبط والتردد واللامبالاة, ولذا أقول للمعلمة انت أيتها المعلمة إسألي نفسك لماذا جئت للتدريس؟ وماذا تريدين منه؟ ما الهدف الذي من أجله توظفت بهذه الوظيفة؟ في الإستبانة أجاب 33% من المعلمات بأنها الوظيفة الوحيدة المناسبة للمرأة ولا خيار غيرها. وقالت 20% من المعلمات أنهن جئن للأستغلال المادي وعدم الحاجة لأحد, وقالت 6% للمساهمة في رفع دخل الأسرة.

فأقول أيتها الأخوات من أضطرت للتدريس أو جعلتها تجارة للكسب المادي فقط, فهل يرجى منها تربية وتعليم مثمر؟ بل كيف تريد التوفيق في حياتها والبركة في كسبها وهذا ربما قصدها وغايتها؟ بل كيف ستخرج الكلمات من فيها وكيف سيكون وقعها في نفوس تلميذاتها؟

أيتها المعلمة إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرىء ما نوى من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا كما في صحيح مسلم إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير كما في الترمذي! اذا أيتها المعلمة من جعل هذه الوظيفة وهذه الأمانة وسيلة للكسب المادي, أتراه يستحق هذا الثواب؟

كيف وقد فقد الإخلاص لله ولم يبتغي بتعليمه وجه ربه. فالتعليم عبادة لله تؤجرين عليها, فيها فضل عظيم وخير جسيم متى ما صلحت النية وكان القصد فيها وجه الله. والنية الخالصة تفرض عليك ايتها المعلمة رقابة داخلية وإتقان للعمل وأداء للأمانة وخوفا من الله لا من الناس وتشعرين أيضا بحلاوة التعب وقيمة الساعات التي قضيتها داخل المدرسة, فهي مخلوفة عليك من العليم الخبير مع التمتع والبركة في الراتب الشهري ولا يمنع أن تستلمي راتب أو لا يمنع الإخلاص أن تأخذي راتبا بل هذا من ثمرات الإخلاص إن شاء الله إذا صدقت وأخلصت النية لله عز وجل. كل هذه من ثمرات الأخلاص وما عند الله خير وأبقى. أما العمل من أجل الدنيا وطلب المال فقط وشغل الفراغ كا يدعي البعض فهي والله خسارة عظيمة.

بتلك الفضائل الآنفة الذكر في الأحاديث, والأمر ايتها المعلمة لا يتوقف عند خسارة هذا الشيء العظيم فقط بل الأمر أشد. فقد قال صلى الله عليه وسلم من تعلم علما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه الا ليصيبه غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة قاله النووي في رياض الصالحين, رواه ابو داود بإسناد صحيح.
فلماذا تعلمت؟ ولماذا تعلمين؟ لا بد من محاسبة النفس وسؤالها وتوثيق النية وتجديدها, فأنت تخرجين كل صباح بل ربما تقطعين المسافات الطويلة للتدريس وتتعرضين ربما للحوادث والأخطار فأنت تسمعين وتشاهدين الكثير من الزميلات والأخوات اللاتي يتخطفهن الموت كل حين, لكني أقول هنيئا لمن ماتت وقد أحتسبت تعليمها وتعبها وذهابها ورجوعها لله تعالى, هنيئا لمن كان هدفها نشر العلم وتربية بنات المسلمين, إنها من علامات حسن الخاتمة أن تموت المعلمة وهذا هو قصدها من التدريس والتعليم. أما المقاصد الأخرى فربما أبتلى أصحابها بالهموم وكثرة المشاكل ومحق البركة بالرزق ومن أتاه الله بالبصيرة وتدبر أحوال الناس والأمر في مثل هذا الواقع علم هذا. أقول هذا في الدنيا أما ما عند الله فيعلمه الله. هذا من آثار عدم الإخلاص وقد قال ابن الجوزية رحمه الله إنما يتعثر من لم يخلص. نسأل الله أن يرزقنا وأياكم جميعا الإخلاص في القول والعمل وأن يبارك في علمنا وتعليمنا وأعمالنا وأموالنا والله يضاعف لمن يشاء




يتبع إن شاء الله تعالى





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

القدوة


إن كثيرا من المعلمات اليوم تعيش في تناقضات ومبالغات عجيبة, وإفراط في جانب وتفريط في جانب آخر, كأن تجدها مثلا تهتم بلباسها وأناقتها وجمالها وآخر الموديلات والصيحات, بل ربما جعلت المدرسة وفصلها وكالة عرض للأزياء في الوقت الذي تراها تؤكد على طالباتها بأحترام النظام واللباس داخل أسوار المدرسة. هذه صورة من صور التناقض وصورة أخرى سمعت عنها أن لبعض المدرسات عباءتين متحشمة للمدرسة وأخرى فرنسية لخارج المدرسة, فما هذا التناقض العجيب ممن يحسبن على الجيل الواعي المثقف من المعلمات المسلمات اللاواتي درسن في الجامعات والكليات, ما هذه الازدواجية في شخصية المرأة المسلمة التي هي معلمة ومربية. أيتها المعلمة أجيبي بكل صدق وإخلاص كيف تفسرين هذه التصرفات؟ أهي الغفلة أم اللامبالة؟ أم هو التخبط الفكري وإهتزاز الشخصية الإسلامية كما هو عند كثير من النساء؟

أيتها المعلمة إن فاقد الشيء لا يعطيه والتربية بالقدوة أعظم وأنجح وسيلة للتعليم, إسمعي لطالبة في الصف الثالث متوسط وهي تقول: كم أنا فخورة بنفسي الكل يتكلم عني إستطعت جذب إنتباه المعلمات والطالبات, إتبعت قاعدة خالف تعرف, تعهدات كثيرة بخط يدي واتصالات على والدتي, لكني لا أهتم, لماذا كل هذا؟ فقط لأني ألبس ملابس ضيقة لكنها ليست بضيق ملابس معلمتي, شعري قصير لكنه أطول من شعر المراقبة, أهتم بالأكسسوارات لكن ليس بكثرة إكسسوارات المعلمات, ألبس الحذاء المرتفع لكنه أخفض من حذاء المديرة, تقول عباءتي نعم فرنسية لكنها فوق الرأس وليس على الكتف مثل معلمتي, أظافري طويلة وقليلا ما أطليها بالطلاء وليس دائما مثل معلمتي, ضحكتي مجلجلة, وصرختي عالية وجراءتي شديدة وإهتمامي بنفسي كبير كل ذلك لأجذب الإنتباه, هذا ما تعلمته من أهل القدوة في مدرستي. انتهى كلامها!

وأقول هذا رغم التحفظ على كثير من كلامها إلا إنني أقول أعانك الله أيتها المعلمة فقد أصبحت محط الانظار للناشئة من أطرف شعرة برأسك إلى أخمص قدميك, أوَ تظنين أن الأمر هين؟ بل هي أمانة وتربية ودين وكما قال صلى الله عليه وسلم ( من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) أينها المعلمة هل تعلمين من أنت؟ وما دورك؟ وما تأثيرك؟ لا اظنك تجهلين ذلك وإلا لما أخترت هذه الوظيفة العظيمة. قال تعالى ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) إنك داعية إلى الله مهما كان تخصصك بفعلك وشكلك قبل القول, فأنت المربية وأنت القدوة وأنت المثل الأعلى أمام الطالبات, تحادثهن عن المعلمات ماذا قالت؟ ماذا فعلت؟ ماذا لبست؟ وكيف شعرها؟ كيف مشيتها؟ هذه الكبيرة من الطالبات, أما الصغيرة فمهما قالت الأم أو الأب فالقول ما قالت المعلمة, فهي التي لا تخطىء وما تقول إلا الصواب, إلى هذا الحد يصل تأثيرك بل أكثر فلا تعجبي ولا تجزعي وأنا أؤكد وأكرر على هذا الجانب، التربية بالقدوة، فأنك مهما تعبتي في التحضير ومهما صدقت بالكلام أمام الطالبات فاحق عندهن ما تفعلين وتلبسين فالعين تسبق الأذن والمشاهدة أبلغ من السماع وليس من رأى كمن سمع.

يقول الشافعي موصيا مؤدب أولاد الخليفة الرشيد: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين إصلاح نفسك فإن أعينهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما تستحسنه والقبيح عندهم ما تكرهه .إنتهى كلامه

فالتناقض بين القول والعمل والظاهر والباطن وإزدواجية التوجيه وتناقضه من أكبر مشكلات الجيل المعاصر, فالمدرسة التي تتحدث لطالباتها عن الستر والعفاف ومكارم الأخلاق والآداب ثم يرين فتحة لباسها إلى ركبتها أو قصها لشعرها أو البذاءة في كلامها وشرحها وسوء أخلاقها لن يسمع لكلامها بل ستكون عرضة للسخرية والاستهزاء وكأن بك أيتها المعلمة :تتكلمين في الفصل ولسان حال الطالبة تردد


ياأيها الرجل المعلم غيره ***** هل لنفسك كنت ذا التعليم
إبدأ بنفسك فانهها عن غيها ***** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يقبل ما تقول ويقتدى ***** للرأي منك وينفع التعليم


ما أكثر المواقف التربوية التعليمية في السيرة النبوية تلك التي توضح الأثر الفعال للقدوة والمقام ليس مقام بسط لهذه المواقف لكن خذي: قال البخاري في صحيحه باب الأقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرّج حديث إتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتم من ذهب فاتخذ الناس خواتم من ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني اتخذت خاتم من ذهب فنبذه وقال أني لن ألبسه أبدا فنبذ الناس خواتمهم فقال ابن قطان فدل ذلك على أن الفعل أبلغ من القول. انتهى كلامه


أيتها المعلمة إنها التربية بالقدوة لها أثر بليغ وفعال فكيف من اعتلت منصة التوجيه والتربية والتعليم؟

إسمعي لهذه الطالبة تقول لمعلمتها نسيت تلك المرّة التي وقفت فيها في طابور الصباح وطلبت مني أن أخلع اسورة كنت أزين بها معصمي, فعلت ما طلبته وظللت أرقب زينتك المفرطة وأساورك الكثيرة وأصباغ وجهك وهندامك الذي بدأنا نشتغل بتتابع خطوطه وألوانه عن متابعة الدرس وربما وصل بنا الأمر إلى رسم الموديل خلف دفاترنا! انتهى كلامها

وهذه طالبة أخرى تقول علم الله كم تأثرت يا معلمتي وأنت تشرحين درسا في المطالعة عنوانه صوني حجابك, حقا تأثرت وشعرت بأهمية هذا السواد الذي نضعه على أجسادنا, لكن ما هي إلا ساعات وإذا بك تخرجين من بوابة المدرسة وقد وضعت عباءتك على كتفك بصورة جميلة ملفتة للنظر, وددت لو سألتك حينها أهذه صورة من صور حفظ الحجاب التي تحدثت عنها صباحا, وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل إني رثيت لحال زميلتي العاقلة والتي راقها منظر عباءتك وحسّنه الشيطان لها فما عدت أراها إلا وعباءتها على كتفها. انتهى كلامها


أيتها المعلمة أنت تحت المجهر فالطلبات ينتظرن منك دائما الصواب ويستكثرن عليك الخطأ.




__________________________________________________ __________
أمانة ومسؤولية


لابد أن تكون نظرتك بعيدة وطموحك ابعد فأنت من صنّاع الحياة , نعم تصنعين الحاضر لتربية جيل من بنات المسلمين تربى على تقوى من الله واستنار بهدي القرآن وارتوى من منهج السنة النبوية وتصنعين المستقبل, فإن الطالبات اليوم هن أمهات المستقبل ومعلمات الغد, أسألك بالله هل تستشعرين هذه المعاني كلما وقفت أمام الطالبات؟ إذا كان التفريط والإهمال في عملك خيانة للأمانة وخيانة للمجتمع الذي ائتمنك على بنات اليوم وأمهات المستقبل وتخل عن مسؤولية عظيمة( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته).

التعليم والتربية أمانة لا يتحملها إلا الجادون الصادقون المخلصون والله عز وجل يقول: ( إن عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ). فلابد من الرعاية والمتابعة والاهتمام بهذه الأمانة فهي صفة من صفات المؤمنين كما قال تعالى: ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ).

فأيتها المعلمة
إذا كان التدريس أمانة ومسؤولية عظيمة ستسُألين عنها وتُحاسبين على كل كبيرة وصغيرة إن خيراً فخير وإن شراً :فشر, فما رأيك بواقع المدرسات اليوم؟ هذا السؤال كان أحد أسئلة الأستبانة:
فأسمعي الإجابة من زميلات لك يعرفن الواقع ويعشنه كل يوم
قالت 20% من المعلمات الواقع مرير ومحزن ومخزٍ, وقالت 22% منهن الطيب ومنهن السيئ وقالت البعض: المدرسات ماديات وقال البعض: أتين لعرض الأزياء ونقل الأخبار والترفيه, وقال البعض: أفضل من السابق وفي تقدم مستمر. هذا مجمل الإجابات شهد به شهود عيان من أهل الشام


فهناك العديد من المعلمات يجتهدن ويحرصن ويبذلن الكثير لايعلم بهن إلا الله وكفى به شهيدا وحول سؤال آخر يقول: ما رأيك بقول البعض مدارس البنات أصبحت أسواقا تجارية؟ كان أكثر الإجابات بنعم وزاد بعض المعلمات تعليقاً ليس كذلك فقط بل أصبحت مطاعم فيها أنواع الأكلات, وقالت أخرى نعم والحاجة أم الاختراع
أغنتنا عن الخروج للأسواق, وقالت ثالثة بسبب استغلال المحلات التجارية, وقال بعضهن:لابأس بذلك ولن يعيق العملية التعليمية إلى آخر أقوالهن, وسمعنا عن المدارس التي تجلب إفطار المدرسات من أفخر المطاعم وبأغلى الأسعار , وسمعنا المدرسات اللاتي ....يقتسمن الحصة الواحدة في بعض القرى للخروج مبكرا وسمعنا وسمعنا


من الأخبار التي أرجو ألا تكون صحيحة وإن كانت فمواقف غريبة. أما الأنظمة والقرارات التعليمية من المسؤولين فمشهود لها بالكفاءة والإتقان وأما التطبيق والمتابعة فمهما بذل وعمل إن لم يكن هناك رقابة داخلية واستشعار للمسؤولية وحمل الأمانة وخوف من الله ومراقبة له من المعلمة نفسها فلم تصنعه القرارات ولم تصنعه التعليمات والله تعالى يقول
:.(لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون)


أيتها المعلمة:
هل أنت تتعاملين فقط مع الإدارة لتسلمي من عقابها أم أنت تتعاملين مع الموجهة لتسلمي من عتابها أم أنك تتعاملين مع الله الذي يعلم السر وأخفى. فإن الله يراك وما ربك بغافل عما تعملين وهو الذي سيحاسبك وسيسألك إنها أمانة ستُسألين عنها يوم القيامة.



__________________________________________________ __________
التربية والتوجيه

كان من أسئلة الإستبانة: هل تحرصين على توجيه الطالبات للأخلاق والآداب الإسلامية؟ فكانت الإجابة من فضل الله تعالى من الجميع: نعم وهذا من دلائل الخير عند أخواتنا وأن التفريط والإهمال إنما هو غفلة وفتور وقتي يزول بالتذكير والتناصح بين المعلمات أنفسهن وتبادل الخبرات والتجارب

وأما الاسلوب والطريقة فاختلفت الإجابات: فالبعض قلن يكون التوجيه من خلال الدرس كلمة أسبوعية وتوزيع للمطويات والكتيبات والأشرطة المناسبة على التلميذات, والبعض قلن عن طريق الأمثلة والقصص يحثهن على الأخلاق والبعض قلن عن طريق الأمثلة أو عن طريق تخصيص وقت من الدرس في المسجد وربط ذلك بالمنهج إن أمكن, وقال البعض توجيه الطالبات من خلال ما نراه من سلوك بعضهن إلى آخر أقوالهن.
فمهما كانت الوسائل والأساليب فالمهم أن تعلم المعلمة أن التربية والتوجيه من أعظم ما تحتاجه الطالبة في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن ووسائل الفساد وأسمعي لرأي زميلاتك في طالبات اليوم كما جاء في الإستبانة وسأسرد الآراء سردا لاختصار الوقت
.
قال بعضهن مستهترات ضائعات الهم الوحيد الحصول على الشهادة دون إكتراث للمعلومات


.عدم مبالاة ولا يحرصن على أنفسهن


.إهمال ولا مبالاة


.شرود ذهني


."زفت" في الأخلاق والآداب والسلوك


.تفكيرهن سطحي واهتمامهن منحصر بأشياء تافهة أثر عليهن الاهتمام الزائد من قبل الأهل


هذه نظرة بعض المعلمات لطالبات اليوم وهناك نظرة أخرى لمعلمات أخريات قلن فيها:

.*
لا بأس بهن يحتجن إلى مجهود كبير وتوجيه

.واعيات ذكيات يحتجن إلى توجيه

.هناك من هي مثال وقدوة وهناك العكس

.ينقصهن القدوة والنصح

.هذا رأي عينة من المعلمات لطالبات اليوم


ورغم التحفظ أيضا على بعض الآراء إلا أني ذكرتها لتتعرف المعلمة على مدى الحاجة الماسة الملّحة للتربية والتوجيه والنصح والإرشاد لبناتنا وأخواتنا وفلذات أكبادنا وفي وقت تساهل الكثير من الآباء والأمهات وللأسف عن أداء هذا الدور بل ربما تخلوا عنه بالكلية. وهنا يأتي دور المعلمة الغيورة, يأتي دورك أنت أيتها الصالحة الناصحة ذات القلب الرقيق, اللمسات الحانية, الأسلوب المهذب, الخبيرة البصيرة بسلوك الطالبات تلك المعلمة التي نذرت نفسها معلمة صادقة ومربية ذكية وأمًا حنونا يدفعها إخلاصها لله وحبها لتلميذاتها وحرصها على الإصلاح وطلبها الأجر والثواب.. ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وهي تقرأ قول الحق عز وجل: ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون)

فهذه المعلمة تنهى طالباتها عن السوء وتأمرهن بالمعروف وتفعل الخير كله والله لا يضيع أجر المصلحين

استمعي أيتها المعلمة لهذا الحوار الجميل المؤثر بين تلميذة ومعلمتها بعد أن اعترفت التلميذة لمعلمتها بذنوبها في جلسة مع معلمتها وبكت وندمت , قالت التلميذة لمعلمتها: الآن لعلك تحتقرينني وتندمين على إنك درستني يوما ما. قالت المعلمة: اطمئني، فأنت ما زلت كما أنت وكما عرفتك دائما الفتاة التي تخشى الله وتخاف. قالت الطالبة متعجبة ابعد كل ما سمعته مني. قالت المعلمة: لقد سمعت حديثك اليوم وهو عنوان التوبة. قالت الطالبة: ولكن ذنوبي أكثر ثم بكت. قالت المعلمة: مهما كثرت الذنوب ومهما عظمت فرحمت الله أعظم. من يمنع عنك مغفرة الله؟ من يوصد أمامك أبواب رحمته؟ لقد وضعت قدمك على أول الطريق فلا تضيعيها, تابعي المسير. قالت الطالبة وهي تبكي: لكني حاولت مرات ومرات وبعد كل مرة كنت أعود إلى ما أنا فيه من عصيان وأثم, بعد كل معصية أندم فأنوي الإقلاع والتوبة ثم أجد نفسي مرة أخرى غارقة في المعاصي حتى بت أخشى أن أكون منافقة, فكيف أتوب توبة صادقة؟ كيف؟ كيف؟ فقالت لها المعلمة: ما زال الطريق سهلاً ميسوراً فلا تيأسي ..
انظروا لأثر هذه الكلمات على بنت من بنات المسلمين من معلمة صادقة
ما زال الطريق سهلاً ميسوراً فلا تيأسي .. تذكري دائماً أن الله يراقبك, ضعي في غرفتك على مرآتك قوله صلى الله عليه وسلم: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) كلما نظرت إلى وجهك في المرآة قرأت هذا فتذكرت مراقبة الله لك ثم احرصي على ذكر الله فور إحساسك بوساوس الشيطان, بادري بالوضوء إلى الصلاة, إلى قراءة القرآن أو حتى التشاغل بأي أمر مباح ولو كان من أمور الدنيا, جاهدي الشيطان ما أمكنك تذكري أنها معركة بينك وبينه فلا تتركيه يخدعك وحتى إذا غلبك سارعي إلى الاستغفار فور حدوث المعصية ولا تتساهلي في ذلك مهما كان الذنب صغيرا فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.همست عندها الطالبة من خلال دموعها مترددة سأفعل كل ما تقولين ولكن إن لم أستطع الثبات على ذلك؟ قالت المعلمة: استعيني بالله ثم بالصحبة الصالحة كفلانة وفلانة واحرصي على مصاحبتهن والتعاون معهن. قالت الطالبة مترددة سأحاول ولكن... فقاطعتها .المعلمة قائلة: ولكن ماذا؟ لا تضعفي هذه نسائم التوبة فلا تدعيها تمر بك دون أن تتعرضي لها

فقالت الطالبة: سأفعل إن شاء الله ولكن هل أستطيع أن أحادثك بين الحين والآخر. فقالت المعلمة- تلك المعلمة الصادقة الغيورة - بالطبع لك ذلك. ( انتهى كلامها مختصر من أوراق معلمة بتصرف)

إنها لمسات حانية وكلمات عذبة من معلمة ناصحة صادقة وأنا على يقين أن الكثير من الطالبات اليوم بحاجة لمثل هذه المعلمة التي تأخذ بيدها, بحاجة لمثل هذه الكلمات, بحاجة إلى من تمسح دمعتها وتبث إليها همومها ومشاكلها وتدلها على الطريق, ولكن كأن ببعض الطالبات تقول: أين هذه المعلمة؟

سأقول للمعلمات الطريق سهل وميسور فكوني أنت تلك المعلمة الصادقة. إذا وجدت الهمة والعزيمة والاحتساب والاستعداد فإن الأمر يسير, إنه التواضع وفن التعامل ومكارم الأخلاق, ومن صدقت أعانها الله ويسر لها بل وبارك الله لها في نفسها وولدها ومالها.
المعلمة المسلمة حسنة الخلق, لينة القول حيث ما وجدت كانت منارة إشعاع ومشكاة هداية ومصدر توجيه بل والله هي عامل بناء وتسديد في أفعالها وأقوالها وشكلها ولباسها.


أيتها المعلمة: "ما من شيء أثقل في ميزان العدل يوم القيامة من حسن الخلق وان الله يبغض الفاحش البذي" كما في الترمذي وقال عنه حسن صحيح. "ان العبد ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" كما في الترمذي. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: إن من أحبكم الي وأقربكم مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا كما في الترمذي وقال عنه حديث حسن. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الرفق لا يكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شانه. ويقول ان الله يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لايعطي على العنف, ويقول صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير كله وكل هذه الأحاديث الثلاثة في صحيح مسلم. ولا يعني هذا التساهل والتفريط وتمييل الشخصية كما يحتج بعض المعلمات، لمثل هذه الأحاديث وغيرها، لتعليل بعض شخصيتها ولا مبالاتها, فلا إفراط ولا تفريط



__________________________________________________ __________
المنهج المدرسي وواقع الطالبات


أما المنهج: يفهم صنف من المعلمات التدريس على أنه معلومات محددة في الكتاب دورها كمعلمة حفظها وسردها على مسامع الطالبات ربما لم تفهم هي كمدرسة بعض كلمات ما تردده. أما واقع الطالبة فلا يهمها في قليل ولا كثير هذا عند البعض من المعلمات

فأقول يا معلمة: إن توظيف المنهج الدراسي أياً كان لتحقيق الأهداف التربوية ليس أمراً صعباً فقط نحتاج لهم والتفكير لنصل إلى فن التوجيه والتأثير الى فن توصيل المعلومات والحاجة أم الإختراع كما يقال والإعداد الجيد المسبق للدرس ذهنياً وكتابياً والتفكير في كيفية ربطه بواقع الطالبات والبحث عن القصص والمواقف والأمثال المناسبة لموضوع الدرس أياً كان هذا الدرس وأياً كانت هذه المادة وقراءة كتب طرق التدريس والإفادة من تجارب وخبرات السابقين كلها هذا مما يعين على الوصول إلى هذا الفن، فن التوجيه والتأثير وفي إيصال المعلومات وهي أيضاً من صفات المعلمة الناجحة المخلصة لله تعالى في عملها.
وقبل ذلك كله هي تسأل الله العون والتوفيق أثناء التحضير وعند الإلقاء وأن يفتح الله قلوب الطالبات لها. أما من أعتمد على حوله وقوته هو ضعيف مهما بدأ، وإن مما يعين أيضاً على ربط المنهج بواقع التلميذات التعرف على المشاكل والهموم والواقع المحيط بالتلميذات ومن أهم المشاكل التي تواجه لطالبات اليوم كما جاء على لسان لمعلمات التي أجبن على الإستبانه ما يلي

وسائل الإعلام: الإعلام قدوة
صاحبة السوء
قسوة المعلمات
الهاتف
المعاكسات
سوء التوجيه والمتابعة من الأهل في المنزل
عدم التواصل مع المدرسة
كثرة وسائل الترفيه
الإهتمام الزائد بالمظهر
عدم العدل بين الطالبات
العاطفة والإعجاب
التعلم بالأخريات
التقليد الأعمى
كثرة المشاكل الاسرية
ضعف الجانب الديني وقلة الخوف من الله


وغيرها كثير من المشاكل التي ذكرتها المعلمات


أيتها المعلمة: ربما تتحدثين في الفصل وأنت في واد والطالبات أو بعضهن في واد آخر. هل سألت نفسك لماذا؟ لأنك بعيدة.. بعيدة عن تلمس مواضع الجرح، بعيدة عن هموم وتذكير من أمامك فقط في كلمات المنهج حرفاً حرفاً وكلمة كلمة وكأنه قرآن منزل، نعم المنهج يحدد لك الخطوط العريضة للموضوع أما الشرح والتفصيل والشواهد والأمثال ومن إيصال المعلومات فهو بحسب القدرات والمواهب والحرص والإجتهاد

وجربي أن تضع يدك على القلوب وحاجاتها إبحثي عن المفاتيح ستجدي قلوباً واعية وآذان صافية بل ستجدي إقبال وتقبلاً عجيباً. في الإستبانه سؤال يقول: مامدى جهدك في محاولة الربط بين المنهج المدرسي والواقع الذي تعيشه الطالبات اليوم؟

كانت الإجابة كما يلي: 84% قلن نحاول دائماً ربط المادة بالواقع عن طريق أمثلة من الواقع لأن الربط يكون أكثر فائدة في الفهم، لأنه ليس هناك سلاح ندافع به عن فتياتنا إلا بالنصح والإرشاد من خلال المنهج المدرسي. تقول بعض المعلمات ولأني أحرص على التوجيه في المناسبات الدينية والوطنية والإجتماعية. وقال 10% من معلمات الإستبانة نحاول حسب الموضوع والمادة فقط لأن كثير من الموضوعات لا ترتبط بالواقع. وأنا أقول لا يوجد موضوع لا يرتبط بالواقع سواء كان إرتباطاً مباشراً أو غير مباشر وأيا كانت المادة لكن القدرات تختلف والعقول تتفاوت وهذا ما نعنيه في فن إيصال المعلومات وفن التأثير. وقال 4% منهن نحاول ولكن حسب الوقت لأن الوقت منصب على توصيل المعلومات وقال 2% نجد صعوبة للربط لاختلاف ظروف الطالبات وطبيعتهن, ولكني أقول هناك مشاكل عامة كما تقدم وهناك أصول عامة تناسب الجميع كزرع خوف الله ومراقبته في السر والعلن مثلا, وهذا من أعظم ما يجب أن تردده المعلمة على مسامع الطالبات. إملائي قلوب طالباتك بخوف الله ذكريهن بأن الله جلا وعلا مطلع عليهن, قولي لهن أن الله يراكِ, أن الله مطلع عليك, وأقول للمعلمات جميعا من تأمل ما سبق من الكلام عرف كيف يصنع. فعمل المعلمة لا يقف عند حشو ذهن الطالبة بكثرة المعلومات أو ختم المنهج في نهاية الفصل العام, أو تصحيح أوراق الإجابة

بل عملك ايتها المعلمة أكبر من هذا بكثير, فأنت تصنعين إنسانة بصياغة تفكيرها ومشاعرها وغرس الدين والخلق في قلبها, تأملي حال الجالسات أمامك من الطالبات وأسألي نفسك بصدق وإخلاص قبل أن تُسئَلي, هل أنت راضية عن هموم وتفكير وأخلاق تلميذاتك؟ هل تصدقين انك أكثر تأثيرا عليهن من آبائهن وأمهاتهن وأنك أقرب لقلبها من أقربائها؟ كيف لا وأنت تجلسين معها ساعات طويلة باليوم. ايتها المعلمة أبحثي وتلمسي أثرك الطيب عليهن.
تقول احدى المعلمات في كثير من المراحل الدراسية يطلب من التلميذة القيام بإعداد بحث في موضوع ما.. فلا أدري لماذا لا تستغل المعلمة هذه البحوث فيما يتوافق مع كل تلميذة على حدة, ثم ضربت امثلة: لو كانت الطالبة مفتونة بالصحون الفضائية أعطيها بحثا عنها, ولو كانت الطالبة مقبلة على الزواج أعطيها بحثا عن فن التعامل مع الزوج وهكذا فإن المعلمة الذكية الحريصة تعرف كيف توصل طرق الخير لطالباتها.



__________________________________________________ __________
مشكورة اختي
وجزاك الله خيرا



رسائل عاجلة



أولاً: رسالة لمديرة المدرسة


يا مديرة المدرسة أسمعي لهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد من حديث ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك, الا اتى الله عز وجل مغلولا يوم القيامة يده الى عنقه, فكه بره, أو أوبقه إثمه, أولها ملامة, وأوسطها ندامة, وآخرها خزي يوم القيامة.).
يا مديرة المدرسة إن الإدارة مسؤولية عظيمة وأمانة ثقيلة وكل ما تقدم من الكلام يع*** أنت أولا, فلإخلاص والأمانة والمسؤولية والقدوة تع*** أكثر من غيرك فأنت مسؤولة عن نفسك وعن من تحت يدك من المعلمات والموظفات, تذكري وذكريهن بهذه المطالب العظيمة التي لا يمكن أن تقوم مهنة التعليم إلا بهذه. التعليمات والأنظمة كلها بين يديك تؤكد هذه المعاني وتطالبك بمتابعة التنفيذ والمراقبة لسلوك الطالبات بل والمدرسات والموظفات والعاملين في المدرسة قولاً وعملاً ومظهراً ومحفزاً. فعليك بكسب ودهن والبعد عن التجريح وأخذ المشورة والرأي وعدم الإستبداد بالرأي والعدل مع الجميع والحرص على التربية والتوجيه وتشجيع المحسن وتنبيه المسيء والأخذ على يده إن لم يرجع، وليس معنى هذا التسلط وإذلال الآخرين والأمر والنهي والتهديد والوعيد وتصيد الأخطاء وتتبع الزلات, بل بمكارم الأخلاق والتواضع والكلمة الطيبة وفن التعامل مع الآخرين والتغاضي عن الزلات، فهم بشر لهم ظروف وأعذار وفيهم الكبار والصغار.
إنه العمل الإداري فن ومهارة ومسؤولية وأمانة

يامديرة المدرسة إياك والتطلع الى الصدارة فلا يكن هو همك بل أخلصي وأحتسبي أجرك على الله فاحرصي على النصح والتوجيه والعدل مع الجميع معلمات وطالبات فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصيحة لم يجد رائحة الجنة) ولست أعني هنا التنفير من تحمل المسؤولية والهرب منها بل إني أشجع كل الأخوات القادرات اللاتي يمتزن بالحكمة والصبر وحسن الخلق بل ربما وصل الأمر لأمثال هؤلاء بدرجة الوجوب وقد سمعنا عن تلك التي طلبت أن تكون وكيلة لك أيتها المديرة أو مساعدة طلبا للراحة كما تقول، ويكفي أن اقول لها أي راحة لمن استشعرت المسؤولية والأمانة ومراقبة الله في عملها. اسأل الله للجميع العون والتوفيق والسداد

ومن عمل لله أعانه الله ووفقه


ثانياً: رسالة الى الموجهة

فأقول أيتها الموجهة لقد كنت يوم من الأيام معلمة واليوم بطول الممارسة والتجربة أصبحت موجهة فليكن همك الاصلاح وإفادة المعلمات من تجارب السنين وطرق التدريس فتحت يدك عشرات من المعلمات اللاتي يعلمن المئات من بنات المسلمين وبحسن توجيهك وتقييمك العادل ونصحك الصادق بالكلمة الطيبة ومكارم الأخلاق تصلح المعلمات ويصلح بصلاحهن المئات بل الآلاف من الطالبات. ايتها الموجهة لماذا التركيز على السلبيات وكثرة الحديث عن التقصير والأخطاء وبشكل مباشر؟ إن الموجهة الذكية من تستغل الخير في النفوس وتتلمس الإيجابيات لتبدأ بها وتثني عليها وتجعلها مفاتيح للتوجيه وتصحيح الأخطاء. فتصحيح الأخطاء فن ومهارة وكلنا ذو خطأ.

أيتها الموجهة الا تشعرين أن الحصص النموذجية والقوية عند بعض المعلمات عندما تحضرين فقط, الا يدعوك هذا لغرس رقابة الله والخوف منه لدى المعلمة, فمثلاً: ماذا ينفع دفتر التحضير بألوانه الجميلة وخطوطه العريضة وكثرة صفحاته بدون عطاء حقيقي وحصيلة علمية ذهنية وقد أجمع الكثير من المعلمات أن هذه ظاهرة منتشرة موجودة, فدفتر التحضير جميل جدا .لكن بدون عطاء. قالت احدى المعلمات: صحيح كالوردة بلا رائحة


:ثالثاً: رسالة الى صاحبة الخبرة والتجربة

وأعني من خدمت سنوات كثيرة فأقول هنيئا لك الأجيال التي تخرجت على يديك فكم ام كنت السبب في صلاحها وتوجيهها للخير, هي الآن محضن خير لأولادها وتربيتهم على الصلاح والخير, بل كم من فتاة أنت السبب في إنقاذها من براثن الجهل بتوجيهاتك وارشاداتك, وكم فتاة رق قلبها ودمعت عينها وصلح أمرها بسبب نصحك ورعايتك, بل كم من فتاة تلهث بالدعاء لك والثناء عليك ولا تعلمين عنها بل نسيتها لكنها لم تنسى معروفك وتعبك من اجلها, كم من الحسنات والخيرات لك عند الله فإنه سبحان وتعالى يقول ( إنا لانضيع أجر المصلحين) لكن هذه السنوات الطويلة التي قضيتها في التربية والتعليم تحتاج منك وقفات مع النفس, فإن كل موقف وكل كبيرة وصغيرة وكل حركة وسكنة مسجلة لك أو عليك والله عز وجل يقول (وإنا عليكم لحافظين * كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) فإن كنت على خير فابشري فإن أفضل وأرفع مهنة هي التعليم متى أخلصت وقصدت نفع الناس وتعليمهم الخير. وقفة أخرى لك ربما أصابك الملل والسآمة من طول السنين وكثرة ترديد المنهج, لكن إخلاص النية ووضوح الهدف والتجديد في وسائل وطرق التدريس لها أثر فعّال في صرف الملل وتجديد النشاط والا فجلوسك في المنزل والقيام بواجبك تجاه البيت والأولاد أفضل وأعظم أجرا, فإن أولادك كبروا وهم :بحاجة الى العناية والرعاية والحنان أكثر من قبل. وأسمعي لهذه الشكوى من فتاة تقول إنني في العشرين من عمري لم أشعر يوماً بحنان أمي أو عطف أبي الذي يعمل طول النهار وأمي مدرسة وتصر على العمل وترك البيت وهي لا تدري, تهملنا وتتسبب في خراب الأسرة وقد وصل بها الأمر أنها لا تسأل عن أحوالي ابدا, وتأتي من العمل لتنام
لقد أصبحتُ تائهة وسط مشاغل الأبوين لا أجتمع معهما على مائدة الطعام الا قليلاً, أشعر انني في مستشفى أو في بيت إيواء إنها بيئة صعبة تؤرقني وتجعلني حزينة دائما, فمن ينتشلني منها؟ أنتهى كلامها


أقول أيتها المعلمات الأمهات الا يُخشى على هذه وأمثالها من لصوص الأعراض؟ وبالمناسبة أوجه دعوة إلى كل أب وأم بحسن الرعاية والإهتمام والجلوس مع الأولاد والبنات خاصة في مرحلة المراهقة وفي مثل هذا الواقع


:رابعاً: رسالة لمدرسة الدين

يا مدرسة الدين هنيئاً لك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ) وغيرها من الأحاديث في فضل العلم وتعليمه, فأنت المعنية الأولى فيها وكلما كانت المادة العلمية أشرف وأنفع أرتفع صاحبها شرفاً ورفعة وأيضاً كان أكثر مسؤولية. اذا فالدور مضاعف والجهد عليك أكبر فأنت تمثلين غذاء الروح والقلب, فقولك قال الله وقال رسوله فأنت منبع الأخلاق والكلمة الطيبة والقدوة الحسنة. وفي الاستبانة طُرح سؤال يقول: هل تتساوى معلمة التربية الإسلامية مع غيرها من المدرسات الأخريات في الواجب أم لا؟ وما رأيك بدورها الحالي؟
أجاب 68% لا تتساوى مع المدرسات الأخريات. أما عن دورها الحالي فتتلخص الإجابات :كما يلي

يرثى له*
سلبي*
القاء معلومات فقط*
ينقصه الكثير خاصة في اللباس والأخلاق*
ينطبق عليها لما تقولون ما لاتفعلون*

وغيرها من الإجابات التي جاءت على لسان المعلمات. وأجابت 32% من المدرسات بل مثلها مثل غيرها