عنوان الموضوع : أطياف راحلة قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هي مشاركتي الاولى بالمنتدى يتمنى كلماتي تنال اعجابكون





ملخص القصة
فتاة احلام بريئة ، تنقسم القصة الى قسمين : حياة الفتاة في الريف في سوريا و حياتها في فرنسا ، تربت على يد خالها و خالتيها


كان هناك فتاة لم تبلغ السابعة من عمرها اسمها فاتنة ، كانت تعيش مع خالها و خالتيها ، توفيت أمها ، و أباها كان مسافرا الى باريس و متهم بقضية قتل لذا كان يختبئ طوال حياته كي لا يوضع في السجن


كانت ملامح الفتاة تحكي جمالها و كانت خير مثال يضرب به

كانت تعيش في أجواء ريفية جميلة
الهواء الطلق ، العشب الاخضر ، التراب الاحمر ، و كانت تساعد خالها على زرع الورود ..

كان لدى تلك الفتاة أحلام كبيرة
كان اكبر حلم لها ان تكبر
فهي ترى في هذا الحلم بداية لتحقيق جميع احلامها الاخرى

في يوم من احدى الايام التي كانت تسير بها مع خالها لزرع الورود ، كان يدور الحوار التالي بينهما :


فاتنة : خالي لم أنا لا اكبر ؟
خالها : لانك لم تاكلي جيدا اليوم
فاتنة : و لكني اكلت جيدا في الامس و لم اكبر !
خالها : امممم لابد ان هناك شيء ما ! من المفترض ان تكبري ، كم اكلتي ؟
فاتنة : تفاحة
خالها : اوه هذا لا يكفي ابدا ، بما انك اكلتي القليل سوف تكبرين القليل
فاتنة : خالي هل كنت تتمنى ان تصبح زارع ورود ؟
خالها : نعم كنت اتمنى ذلك

فاتنة : انا اتمنى ان ارى ريمي ، ترى هل استطيع ذلك ؟
خالها : من ريمي ؟
فاتنة : تلك الفتاة الجميلة التي تظهر في التلفاز ، أحبها جدا ، خالي هل هي تعيش في فرنسا ؟
خالها : أظن ذلك. ولكن هي ليست موجودة
فاتنة : لماذا
خالها : هي مجرد رسوم متحركة ، ليست حقيقية


فاتنة : و هل فرنسا ايضا رسوم متحركة ؟
خالها : لا بالطبع ، انها موجودة و هناك العاصمة باريس انها عاصمة جميلة لطالما حلمت بالذهاب اليها

فاتنة : اريد ان اذهب اليها ، اريد ان اكبر بسرعة كبيرة ، حينها ساذهب و اراها هل تاخذني يا خالي

خالها : يوما ما ...

* * *


لقد عاشت فاتنة ايامها و معظم اوقاتها مع خالها ، كانت تشاركه الطعام و الزرع و السقاية
كانت تبعث الفرح و السرور في نفسه ، كان يجول بها الريف كله و ياخذها في رحلات متعددة
وكانت تحكي لخالتيها ما حدث معها خلال يومها

سلمى : لقد انتهيت من عمل الشال الصوفي لك يا فاتنة هيا تعالي لترتديه ، يبدو راااائعا

فاتنة : شكرا يا خالتي
وفاء : هيا ستنامين بقربي اليوم

كان لفاتنة عمة خرساء تقيم في باريس تحبها جدا و تبعث لها الرسائل كل اسبوع

فاتنة : اليوم يوم الخميس كان من المفترض ان تصلني رسالة من عمتي ، الم يرها احد منكم ؟

سلمى : ان عمتك تقول انها ستزور دمشق قريبا

و عندما قدمت عمتها
كانت فاتنة تحاول تفسير نظرات عمتها التي مضى عليها سنوات تبعث الرسائل لها


نظرت العمة الى فاتنة ثم كتبت : انظري الي يا فاتنة سوف اخبرك سرا لا يعلم احد به سوى الله ثم انا ووالدك
و لا اريد ان تخبري احد به

فاتنة : حسنا يا عمتي

ساد صمت قليل .. ثم نطقت العمة قائلة : انا لست خرساء
كانت فاتنة بصدمة كبيرة
اكملت العمة كلامها قائلة : لقد كان خوف اباك من السجن خوفا كبيرا ، هو من طلب مني فعل ذلك
لطالما رغب ان يراسلك و يبعث لك الهدايا و كل ما تحتاجينه
لكن كان يطلب مني ان يكتب هو الرسائل وانا اكتب اسمي عليها ليظن الناس انتي من كتبها

فاتنة : عمتي دعيني اذهب معك الى فرنسا ارجوك
العمة : عندما تكبرين ساعود لاخذك معي ..


بعد مرور 12 سنة :

عادت العمة لتاخذ فاتنة معها
لقد كبرت فاتنة و كبر ذلك الحلم معها ، و الان هو وقت تحقيق ذلك الحلم


و في فرنسا :
في اول يوم لفاتنة في باريس :
كانن تسير الحافلة التي ركبت فيها فاتنة و عمتها
كانت تشعر فاتنة بانه اجمل ايام حياتها
ولكن ليس كل ما نشعر به يكتمل ..
ومن يدري لعل ذلك بداية اسوأ ايام حياتها


فجأة :
و عند غروب شمس ذلك اليوم الجميل ، مرت سيارة مسرعة و وقفت امام سيارة العمة لتقطع عليهم الطريق
الدهشة تعم كيان فاتنة . و لكن ما بال العمة التي تبتسم لذلك الشاب ؟
ترى هل هو سر جديد ؟

* * *

فاتنة : عمتي من هذا هل هو قاطع طريق ؟
و نزل الشاب من تلك السيارة الجميلة ليسلم على العمة
العمة : هذا ميار يا فاتنة

ايقنت فاتنة انه ابن زوج عمتها ..
فاتنة : اهلا يا ميار
ميار : اهلا بك يا فاتنة

حدثت فاتنة نفسها قائلة : من الجيد انه يتكلم العربية.

في يومها الثاني :
عمتي الى اين سنذهب اليوم ؟
العمة ؟ سنذهب الى مطعم من مطاعم باريس الفخمة

ميار : لابد لي من الذهاب
فاتنة : !!

ذهبت فاتنة الى الخارج و رات ازهار جميلة من امام منزل عمتها قطفت وردة حمراء و جلست

بعدها ، حضر ميار و هو يحمل ثلاث زهرات بيضاء ثم قال لها : ما رايك ان اعطيك الزهور البيضاء و تعطني الزهرة التي بيدك ؟
فاتنة : لم لا تذهب و تقطف واحدة ، هناك العديد منها
ميار : اعلم و لكنك حصلتي على اجملها ، اتعلمين ما الميزة التي تغلب على طبعي ؟

فاتنة : لا
ميار : انني ان اردت شيء اخذته ، ان لم يكن باللين كان بالقوة ، يوم ما ساذكرك بهذه الجملة ..
فاتنة : لكنك لم تاخذ الوردة ! و لن تاخذها

ثم امسك ميار الوردة الحمراء ووضعها تحت قدمه ، ثم قال مع ضحكة ساخرة : لا يعجبني اللعب مع الصغار

كانت فاتنة تشعر بالخطر
و كانت تسهر مع تلك الاشواق لتنام عليها و على صورة خالها وخالاتها التي في مخيلتها

كانت تنظر عبر نافذة الذاكرة الى كل من تشتاق اليه ، و ترى فيها العصافير


مرت الايام ...

العمة : سوف نذهب الى السوق يا فاتنة
و في السوق
رات فاتنة معطف يشبه معطف خالها ، وقفت امامه وكان لابد ان تبتسم لمرور شيء من ملابسه امام عينيها. لكن وقفت صامتة و بكت ، وبعد و قت طال جاءت عمتها لتسالها ما بها
ثم قالت لها لا تقلقي ستدرسين التعليم العالي ثم تذهبين الى سوريا


الان : اصبح لمكوث فاتنة سنة في فرنسا

امضت السنة تتعلم اللغة الفرنسية
و حان وقت اجازة عمتها واقترحت الذهاب الى الاسكا

ميار مخاطبا فاتنة : لن تذهبين
فاتنة : وما شأنك انت ؟
ميار : اظن انك ما زلت تذكرين جملتي بان كل ما اريده يحدث. لا تدعي هذه الجملة تنطبق عليك الان لانني هذه المرة لن اتركك تعودين ان ذهبت ..

فاتنة : احمق
ميار : لن ينفعك توبيخي بهذه الكلمة. لكن تذكري انهت فرصة جميلة لاتخلص منك.
فاتنة : لن اكرر كلامي ، لكني ساذهب تاركة لك تلك الحماقة و الجنون الذي يستغل كل مكان في عقلك الصغير.

كانت خائفة من تلك التهديدات ، لكنها كانت تدرك تماما انها تهديدات ولن تنفعها بشيء.

* * *

و في طريق الذهاب الى الاسكا :
اصبح الجو بارد جدا و الثلج يتساقط بغزارة. العمة تسوق الحافلة ، تتوقف الحافلة يضع دقائق حتى يحضر ميار الطعام

ميار : هل تذهبين معي ؟
فاتنة : لا
ميار ) ضاحكا ( : لا بد انك خائفة
فاتنة : ارحل من امام وجهي
ميار : هل هذا الكلام لي ؟
فاتنة : هل ترى حائطا خلفك اتكلم معه ؟
ميار : ستندمين
فاتنة : كم انك مسيء

و ذهب ليحضر الطعام بكل غضب
واكملوا الطريق ، كان النعاس يسيطر على العمة و هي تسوق
لذلك كانت الحافلة تتمايل اثناء السير و اصبح الخطر قريب مع ازدياد سقوط الثلج.

طلب ميار من عمته ان يسوق بدلا عنها لتسترح قليلا. و فعلت

اثناء نوم العمة : قال ميار لفاتنة :
اتدرين ؟

فاتنة : لا. و لا اريد ان ادري
ميار : انا متاكد انك ستبكي اليوم جزاء هذا الكلام
فاتنة : ما خطبك انت هاه ؟ ان تحدثت معك تتحدث ، و ان لم اتحدث معك تتحدث !

ميار : انظري يا صغيرة ، لست انا من يحتمل دلالك و سخافتك هذه
فاتنة : انت السخيف هنا و من يتكلم بوقاحة كبيرة


كان غضب ميار لا يفسر
وكانت فاتنة تشعر بالخوف

الثلج يتساقط ، الغضب يثير المكان ، نظرات ميار تكاد تقتلها رعبا
اوقف ميار الحافلة و ذهب الى خارجها

تبعته فاتنة لتعتذر عن كلامها

ميار : لم انت هنا ؟ اظنك جئتي للاعتذار ، غبية مثلك لن تستطيع الصمود من الخوف اكثر
فاتنة : لم اقدم لهذا بالطبع و لم اعتذر لشخص مثلك ،جئت لارى المكان

ميار : اذا شاهديه جيدا

بعد تلك اللحظات ذهب ميار الى الحافلة و اغلق ابوابها و ساى بالحافلة

* * *

لحظات من الدهشة تسبطر على فاتنة
دموع تقلل من بردها

ظنت انه سيعود و انه فعل ذلك ليخيفها

كان الجو بارد جدا و الثلج مازال يتزايد
انتظرت ساعات قليلة ثم لم تحتمل البرد اكثر و ظنت موتها بسببه


رأت فاتنة حافلة تقترب كان بها عجوز
ركبت معه


* * *


جزء و احد بقي من القصة
أكمله مساء ان شاء الله

اطياف راحلة 2

كان يقود الحافلة عجوز
كان الطريق خطر بسبب تساقط الثلوج ، كانت حافلة العمة هي الحافلة التي خلف الحافلة التي ركبت بها فاتنة ، لكن حافلة العمة توقفت للبحث عن فاتنة.

مرت ساعات من البحث في المنطقة عنها ، العمة تبكي و تبحث و لا تكاد ترى ، و ميار يتقطع ندما على ما فعله ،

عادت فاتنة الى منزل العجوز و كانت مريضة فاحضرت لها زوجة العجوز الحساء الساخن

لم تسطع فاتنة النهوض و لا النطق بالكلام.

بعد مرور ثلاثة اسابيع :
اخبر العجوز فاتنة انه ليس من الصحيح ان يسالها و لا تجيب الا بالدموع. و انه لا بد من ان تتكلم ليساعدها


اخبرته فاتنة بانها تود الذهاب الى باريس ، ولكن لا تعلم عند من ستبقى فهي لا تعرف عنوان عمتها
وقع العجوز وزوجته في حيرة كبيرة.
اقترح عليها البقاء في منزله

اخبرته ان عمتها في باريس وانها تود الذهاب لسوريا لرؤية خالها و خالتيها
حزن العجوز و اخبرها انه لا يملك المال ليسافر.

اقترحت العجوز بذهاب فاتنة الى ابن ابنة خالتها في باريس
ذهب العجوز بها الى هناك.
مكثت هناك

في كل يوم كان يزداد غضب الرجل منها و زوجته تزداد كرها لها

لم تكن تاكل من الطعام الا وجبة واحدة كل يومان ، و لم يحضروا لها اي ملابس غير التي ترتديها ، و كان العنف اساس ذلك المنزل الضيق
كان الرجل يضرب ابنائه و يضربها

كانت الصدمة لفاتنة كبيرة
لم تستطع الكلام مع اي شخص
كان الرحل يتوعد ان يرسلها الى مكان لا يعرفه احد لكي تموت هناك دون علم احد.

مرت ثلاثة سنوات على هذا الحال :
المدرسة : ليس هناك مدرسة. و لا خال و لا خالات و لا عمة حتى

قدم خالها الى باريس وكان يبحث عنها خلال الثلاثة سنوات،

كان الرجل يرغب في ابعاد فاتنو عن و جهه ، و كان حالها يزداد سوء حتى وصلت لمرحلة لم يسبق ان وصلت لها . .

اصبحت تكسر كل الزجاج الذي في المنزل ، و قصت شعرها الجميل الطويل

كان للرجل صاحب مدير مشفى مجانين ارسلها اليه دون رحمة
مكثت فيها ست سنين

لم يكن منزل الرجل ارحم من المشفى

كان هناك ممرضة لا يعرف قلبها القساوة
كانت تحدث فاتنة كل الوقت

و طلبت منها انتظارها حيث انها ستعود لتنهي اوراق خروجها من المستشفى

انتظرت فاتنة ثلاثة ايام ، و في اليوم الرابع :
دخلت الممرضة الى غرفة فاتنة و امسكت بيدها

شعرت فاتنة بغاية الفرحة و الاطمئنان ، استمرت الممرضة بمسك يدها و قالت لها : لن تاخذي من هذه المشفى سوى الامل بالله.
ضحكت فاتنة و حضنت الممرضة و اسرعا الى الحافلة

و في يوم واحد ذهب الممرضة مع فاتنة الى سوق الملابس و الى افخم المطاعم و اروع الاماكن و عادت فاتنة الى منزل الممرضة لترى اجمل سرير ينتظرها واجمل غرفة


جلست الممرضة بقرب فاتنة و قالت لها : اتمنى ان تعوض كل الايام التي عشتها يا فاتنة ، و مازلت على وعدي سنبحث سوية عن عمتك في باريس و ستكوني سعيدة ان شاء الله.

عند المساء
كانت فاتنة على سريرها تفكر و تتذكر مامر معها و ما عاشته

تتذكر تلك الاطياف الراحلة التي و دعتها. تتخيل كيف تبدو ملامح اهلها الان
ثم تفارق التفكير بابتسامة ودمعةة حتى طرق الباب

طلبت الممرضة من فاتنة القدوم للتعرف على زوجها
ذهبت فاتنة لرؤيته

و فجأة :

انقضت فاتنة على زوج الممرضة و حضنته بقوة و بكت حتى تبلل كتفه بالدموع
كانت تحضنه احتضان لا يستطيع اي انسان فصلها عنه
لم تكتفي بالدموع صرخت صرخات متكررة


بكى زوج الممرضة و اخذ يدور بفاتنة
كانت تود الكلام لكن صمتت من الفرحة الكبيرة

ثم حاولت مجاهدة بالنطق حتى نطقت كلمة واحدة
هي

خالي




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

.
ابدعتي عزيزتي
قصهه جميلهه جداً
وتم دمج اجزاء القصه مع بعضهاا
سلمتِ



__________________________________________________ __________
قصة جميلة
:w32:



__________________________________________________ __________
شكرا شتات أسعدني مرورك و الله يعطيكِ العافية
شكرا ليونة العسولة



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________