عنوان الموضوع : قصة (أدب) قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية

القصة ، (بالإنجليزية: Story) هي سرد حكائي لمجموعة مترابطة من الأحداث لها بداية ووسط ونهاية ، من خلال يربطها الكاتب ببعضها البعض من خلال اختيار الكلمات التي يعبر فيها الكاتب عن احساس شخصي او مشكلة سائدة في المجتمع. وقد تكون لها أغراض تعليمية أو معرفية أو فنية.
نماذج من القصة القصيرة
ثلاث قصص -تطهر- مكان- جدران غرفة
أمجد عطيوي

تطهر‏
أبلغه الكاهن المقدس أنه بفعلته تلك ارتكب الخطيئة وهي عاره وذنبه الذي سيحمله طوال الزمن أعلمه الكاهن بحكمة بالغة أن قدر الإنسان أن يحمل الخطيئة ليعيش رحلة عذاب غير منتهية إلا بالموت ليتطهر، وليعرف عند كل ألم جزءاً من حقيقته. كان كلاماً تجلت فيه الروح الأبدية. كان جميلاً والآن سيقبع حبيساً في هذه الغرفة المظلمة بقية حياته، لن يرى النور لكنه سيتمناه دائماً، سيعيش وحيداً بلا أحد سوى ذلك العذاب المزمن، لم يحتمل قدره الكئيب، ولا احترام المعنى في تلك الحكمة الزائفة، أحس بالظلم وبالقهر، وكما حاول الذين سبقوه عبر الزمن، تمرد على الكاهن العبقري، لكنه هزم وسيق مجبراً للغرفة المظلمة لكي يتطهر.‏

مكان
خرج من بيته بعد أن ودع الجميع، كانت نظرات الانكسار والموت تلوح في عينيه. إنه الرحيل بلا عودة، رحيل قسري فرضته التفاصيل الكئيبة. لم يعد في المكان متسع للحلم ولا للذكرى، صار المكان معنى من معاني العبث. عند إشراقة الفجر الأولى انطلقت السيارة مسرعة، تأمل الشوارع والأزقة، تأمل البيوت المتلاصقة وهي تحبس أنفاسه وتعيق الهواء الحر. حاول أن يستعيد الماضي كما يفعل كل المسافرين، أن يتذكر ما جرى في الشارع المقابل قبل عشرين عاماً، ماذا فعل في ذلك الزقاق، لم يستدعِ أياً من تلك التفاصيل القديمة رغم محاولاته البائسة. هاجس المكان المؤلم طغى على كل شيء، ومضت الطريق إلى آخرها. عندما صعد إلى الطائرة اعترف لنفسه أن الرحيل هو بداية الرحيل وأن المكان الكئيب قد سكن روحه.‏

جدران غرفة‏
جلس في زاوية غرفته المظلمة بعد أن انتهى من كتابة قصة جديدة تحكي كالعادة عن الألم والبؤس، فكر في انسجام قصصه مع عزلته ومع إحساسه بانفصاله عن العالم، فلو وافقت إحدى المجلات الأدبية على نشر قصصه لعنى ذلك أن العالم يلتفت إليه وهي التفاتة يخشاها هو لأنها ستبعث في روحه أملاً واهماً. ابتسم بحسرة وابتسمت جدران الغرفة وهي تستمع لأنفاسه الهادئة عند خروجها من حلقه الملتهب‍. كانت تلك الجدران هي الوحيدة التي استمعت بكل صبر لقصصه وهي وحدها التي احتملت بؤس وسخف الحلق الملتهب. سنوات من الانفعال البادي على تشققات الجدران وهي تحاور أنفاسه الهادئة لإقناعه بضرورات الرحيل والبحث عن مكان معزول يمكنه من الكتابة بصدق أكبر. ازدادت تشققات الجدران لتعطي الفرصة لصاحب الغرفة لطرد صاحب الحلق الملتهبة، وتقرر هدم الغرفة. لملم أغراضه سريعاً وجلس طويلاً في زاوية الغرفة يمارس طقوس الوداع والبعد. جاءت الجرافات الخشنة وقضت على الجدران واحداً تلو الآخر وبدأت سيارات الشحن بنقل الركام المتوهج وبدت وجهت السيارات نحو ذلك الوادي القديم.‏
فرغت السيارات جداريات البؤس على طرف إحدى الجبال الصغيرة وكان طفلاً صغيراً يقف متأملاً مشهد الركام، عندما خلا الوادي من السيارات اقترب الطفل وتناول حجر من حجارة الغرفة بيده البريئة، نظر فيه طويلاً ثم وضعه على عربته الخشبية وانطلق مسرعاً.




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

مشكوووووووورة على القصة الرائعة


__________________________________________________ __________
مشكورة ع القصة


__________________________________________________ __________
مشكورة ع القصة


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________