عنوان الموضوع : بنتي شخصيتها ضعيفة في المدرسة - لرعاية الطفل
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية

بنتي ط´ط®طµظٹطھظ‡ط§ ط¶ط¹ظٹظپط© في ط§ظ„ظ…ط¯ط±ط³ط© في الصف

سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..بقدر إعجابي بوعيك بالأمور التربوية فإني أقول لك: رفقا بنفسك، وكفاك جلدا لذاتك، وبكاء على ما تظنين أنه قد فاتك في تربية ابنتك؛ لأن ذلك سيجعل مشاعر الذنب هي المحرك الأساسي لك في التعامل مع ابنتك ومشاعر الشفقة تجاهها لأن والدها يعاملها بقسوة أو بجفاء، وهذه المشاعر السلبية من جانبك ستصل حتما لابنتك وتشعرها بالانكسار والظلم، وتعمق لديها مشاعر الدونية، وتدني مستوى الثقة بالنفس.

ودعينا نفكر بشكل إيجابي، وأعني بالتفكير الإيجابي الأمور الآتية:

- أن تعلمي أن بناء الشخصية تتحكم فيه عوامل طبيعية تكوينية وعوامل بيئية تربوية، فربما يكون التكوين النفسي لابنتك يجعلها تميل أكثر للهدوء، وضعف المبادأة، والاعتمادية.
- كل ما نراه من صفات وسلوكيات لا تعجبنا في أطفالنا يمكن أن نعدلها بالعقل والحكمة والصبر، ولا نعتبر الوقت قد فات؛ فالخلايا العصبية في المخ تمتاز بقدر عال من المرونة؛ مما يجعل تعديل السلوك وفق برنامج منظم بالغ الأثر في إحداث تأثير دائم ومستمر في المخ، ومن ثم تتغير الصفات والسلوكيات بشكل دائم.
- لدينا مشكلة ما في سلوك الابنة، فلنحدد إذن المشكلة، والأطراف الواجب تعاونهم في حلها، وخطوات الحل، وهذا ما سنتكلم عنه في السطور التالية بشكل مفصل.
أسباب الاعتمادية النفسية على الآخرين:
مشكلة الابنة تحديدا هي "الاعتمادية النفسية على الآخرين، وضعف الثقة بالنفس".. كيف حدث ذلك؟ كما ذكرت لك هو تكوين نفسي، واستعداد شخصي قوبل ببعض الأخطاء التربوية التي كانت بمثابة البيئة الخصبة التي ترعرع فيها هذا الاستعداد؛ لذا سأحدثك باختصار عن النمو الاجتماعي في السنين الأولى من عمر الطفل، وأهميته في بناء الثقة بالنفس، وكيف يمكن أن يحدث خللا في هذه المراحل الأولى؛ مما يجعل الطفل يشعر بالدونية، ويفتقر إلى المبادأة.
في الواقع ثقة الطفل بذاته تنمو منذ اللحظات الأولى في حياته؛ حينما يستمد الثقة في العالم من حوله، ويشعر أنه مرغوب فيه من خلال حب الأم والأب وتعاطفهما غير المشروط، والذي يظهر في الأحضان، والقبلات، والتلامس الجسدي، والتواصل البصري، وإشباع حاجات الطفل البدائية من الطعام والشراب والدفء والنظافة، وتستمر هذه المرحلة في السنتين الأوليين من عمره.
ثم تأتي بعد ذلك المرحلة من سنتين إلى ثلاث سنوات؛ وهي السن التي تواكب تدريب الحمام والتي إذا اشتد فيها العنف والتوبيخ كانت هذه هي النواة الأولى في ضعف الثقة في قدرة الطفل على التحكم في ذاته، ومن ثم ضعف الثقة بالنفس، ويترتب على ذلك خلل في المراحل الأخرى من النمو الاجتماعي، خاصة إذا كان هناك نوع من النقد والسخرية لسلوكيات الطفل التي تعد أحيانا ابتكارا وإبداعا.
فإذا ما انتقده الأب أو الأم أحجم عن المبادأة، وفضل ألا يكون صاحب قرار، بل يرى أن الأفضل أن يكون تابعا لغيره ليتجنب النقد، فأي خطأ سيبرر بـ(مش أنا اللي عملت ده.. ده فلان اللي قال لي أعمل كده).
فهذا ما حدث مع ابنتك التي صادف تكوينها النفسي واستعدادها الطبيعي لعدم تحمل النقد أن تفضل الاعتمادية النفسية -اللاشعورية بالطبع- على الآخرين من أصدقائها الذين ترتبط بهم ارتباطا وثيقا يشعرها بالأمان، خاصة مع ما حدث معها من تناقض في أساليب التربية والخلافات التي كانت تحدث أمامها، فشعرت وكأنها تمثل عبئا ومشكلة كبيرة شغلت هذه الأسرة التي تختلف كثيرا حول تصرفاتها؛ فتكونت لديها فكرة لاشعورية (الأحسن إني ما اتصرفش خالص).
وهكذا قد يحدث توقف للنمو الاجتماعي عند هذه المرحلة البدائية محدثا اضطرابا في الشخصية فيما بعد ليكون ما يسمى بـ"اضطراب الشخصية الاعتمادية".. لكن الوقت ما زال مبكرا، ونستطيع إصلاح الأمر بإذن الله.
خطوات علاجية:
1- لابد من أن تتفقا (أنت ووالدها) على أسلوب موحد وهدف واحد هو مصلحة ابنتكما، ولا أرى ضرورة لإصرار الأب أن يتصرف بهذا الشكل الذي وصفته حينما يتعرض للضغوط، وأنها هي التي يجب أن تتحمل، ويجب أن تعتاد طريقته.
ربما يكون عنيدا نوعا ما، وعناده هنا ربما يكون موجها لك أنت وليس للبنت، خاصة إذا كنت تكثرين من اللوم له على أسلوبه؛ لذا فإن إجادة تواصلك معه بطريقة تتجنبين فيها عناده أمر ضروري، ولابد وأن تلتفتي له حتى لا تكون البنت لعبة بينكما.
2- تجنب الكلام مع البنت بشكل مباشر حول اعتمادها على أصدقائها، أو أنها يجب أن يكون لها شخصية قوية، أو مواجهتها بأنها لا تثق بنفسها، وأنها يجب عليها الوثوق بنفسها؛ لأن الكلام بشكل مباشر في هذه المشكلات يزيد من حدتها.
3- تجنب النقد والسخرية من تصرفات البنت، خاصة تلك التصرفات التي تسعد بها كاهتمامها بشعرها ومظهرها؛ فهي تنتظر المدح والتشجيع على هذه السلوكيات، فلنتصور كم الإحباط الذي تواجهه إذن متى انتقدناها في هذه المواقف.
4- حفظ التوازن دائما بين الحب والحزم؛ فيجب أن يصل للطفل معنى "أنا أحبك.. لكن قد يضايقني سلوكك في أمر ما"، والعقاب أمر وارد على السلوكيات المرفوضة.
5- علينا أن ننتهز الفرص لمدح أي سلوك تفعله الطفلة ينم عن مبادأة، وتعزيز ذلك فورا بالمكافآت.
6- علينا توسيع دائرة المسموح به، والإقلال من الأوامر والنواهي.
7- لا تظهري القلق أو الشعور بالذنب تجاه ابنتك فيما مضى من أخطاء تربوية؛ لأن ذلك سيعزز من اعتماديتها.
8- أكثري من الحوار مع ابنتك في كل الأمور اليومية، وأشعريها بحاجتك لرأيها في ملبسك مثلا أو ما تعدينه من طعام.
9- شجعيها على اختيار ما تلبس وما تأكل وما تحب أن تحضري لها من هدايا وما تختاره من نزه.
10- اجعليها تعتاد ترتيب غرفتها وسريرها وتعد طعامها (الإفطار والعشاء)، وتعاونك في إعداد طعام الغداء.
11- اكتشفي مواهبها كالرسم مثلا ونميها.
12- نمي لديها مهارات حل المشكلات من خلال إشراكها في الدورات الخاصة بذلك.
13- علميها مهارات التواصل مع الآخرين، وخاصة فيما يخص تنمية الذكاء الاجتماعي، والتواصل غير اللفظي (الابتسامة في وجه الآخرين- النظر في العين حينما نتحدث لأحد- الإنصات لمن يتحدث إلينا- الإيماءات لإظهار الاهتمام بالآخر... إلخ).
14- ممارسة بعض الألعاب التي تعلم الصبر والمثابرة معها.
15- ممارسة رياضة مثل الكاراتيه لتعلم الدفاع عن النفس تعزز الثقة بالنفس.
كل ذلك وأنت معها صديقة لها، تظهرين احتياجك لها من وقت لآخر، وستتحسن الأمور تدريجيا بإذن الله، فكوني صبورة، وادعي الله أن يوفقك في هذه الخطوات.





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

سلمت وسلمت يمينك نجمتنا الغالية
سلمت الايادي الطيبة اختي الكريمه
في الابداع والتواصل المستمر



__________________________________________________ __________
الله يعطيك العافيه
ولا حــرمـنـا جـديـدك
تقبل مـروري



__________________________________________________ __________
افادك الله واثابك الجنة
سلمت وسلمت يمينك



__________________________________________________ __________
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع والمميز

واصلي تألقك والله ولي التوفيق



__________________________________________________ __________
سلمت أناملك ع الطرح