عنوان الموضوع : حتى يدوم الحب والودّ..... العدل بين الأولاد للأم
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية



من نعم الله على العباد أن وهب لهم ط§ظ„ط£ظˆظ„ط§ط¯ من ذكور وإناث، فهم زينة الحياة الدنيا
قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف: ٤٦، فعليهم تعقد الآمال وهم زاد المستقبل إذا صَلُحت تربيتهم. والإسلام عنى بالأولاد وأوجب لهم حقوقا كثيرة منها التربية بتعليمهم العلم النافع، وتأديبهم على الأخلاق الإسلامية الحميدة، وتوجيههم بالنصح والإرشاد إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم.

... لا أعظم من طاعة الوالدين بعد طاعة الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم، ولهذا قرن الله طاعتهما بطاعته سبحانه بعد التحذير من الشرك،

قال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) الإسراء: ٢٣.

وبما أنّ العقوق محرم ومن أكبر الكبائر، فلذا كان كل ما يؤدي إلى العقوق حرام، ومن أعظم ذلك عدم العدل بين الأولاد في الهدية والعطية والهبة والصدقة.

يُعرّف العدل بأنّه: التوسط والاستقامة وعدم الميل إلى أحد الطرفين، وضده الظلم الذي هو: الميل عن الحق، ووضع الشيء في غير موضعه وتحويله عن موقعه, فالعدل أساس الملك وأصل الأمر، وبه قامت السماوات والأرض، وعليه تعتمد التربية الصحيحة.

أدلة وجوب العدل بين الأبناء:
ولقد جاءت الآيات والأحاديث متضافرة مشهورة معلومة، دالة على وجوب العدل، محذرة من الحيف والظلم والجور، أو التفريق بين الأبناء في الهبات والعطايا، فمن الكتاب العزيز:

1- قوله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
النحل: ٧٦.

2- قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل: ٩٠

3- قال تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الأنعام: ١٥٢.

4- قال تعالى : (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ). الرحمن: ٧ – ٩

وأما الأدلة على العدل من السنة المطهرة فمنها:
1- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن المقسطين عند الله على منابر من نورعن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين،الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُوا"
[أخرجه مسلم واللفظ له والنسائي].

2- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهوبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة، ثم بدا له،
فقالت: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي، وأنا غلام فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله إن أم هذا، بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا بشير ألك ولد سوى هذا؟"، قال: نعم، فقال: "أكلهم وهبت له مثل هذا؟" قال: لا، قال: "فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور"
[ أخرجه مسلم ].

3- وعند البخاري والنسائي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فكل بنيك نحلت مثل الذي نحلت النعمان؟"، قال: لا، قال: "فأشهد على هذا غيري"، قال: "أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟" قال: بلى، قال: "فلا إذاً".

4- وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا أشهد، إني لا أشهد إلا على حق".

وفي رواية عند البخاري: "اعدلوا بين أولادكم في العطية"،

وفي رواية أخرى أيضاً عند البخاري: "أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟"، قال: لا، قال: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم"،
قال: فرجع فرد عطيته.

5- وفي رواية قال له: "فاردده"، فرجع في هبته.

6- وفي رواية أخرى في صحيح مسلم أن امرأة بشير قالت له: انحل ابني غلاماً وأشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنة فلان سألتني أن أنحل ابنها غلاماً، قال: "له إخوة" ؟، قال: نعم، قال: "
أفكلهم أعطيت مثل ما أعطيته؟"، قال: لا، قال: "فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق".

7- وروى ابن أبي الدنيا بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعدلوا بين أولادكم في النحل، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف" [صحيح الجامع 1046].

8- قال صلى الله عليه وسلم: "اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم".
[ أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم بسند صحيح، وصححه الألباني ].

9- أخرج البزار في مسنده عن أنس قال: كان رجل جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه ابن له فأخذه فقبله ثم أجلسه في حجره، وجاءت ابنة له، فأخذها إلى جنبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ألا عدلت بينهما . يعني ابنه وبنته في تقبيلهما".
[السلسلة الصحيحة ج6]

10- عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً:
"سووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضّلت النساء"
[أخرجه البيهقي في السنن، وسعيد بن منصور في سننه
وحسن إسناده الحافظ بن حجر وضعفه الألباني
في ضعيف الجامع برقم 3215]

- وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يحرصون على العدل بين بنيهم حتى في القبلات، فقد روي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه ضم ابناً له، وكان يحبه،
فقال:
"يا فلان، والله إني لأحبك، وما أستطيع أن أوثرك على أخيك بلقمة".

-ينبغي التزام العدل مع الأولاد حتى في إكرامهم والإقبال عليهم والبشاشة في وجوههم وضمّهم ولا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى -فالولد في اللغة والشرع هو الذكر والأنثى والابن والبنت- حتى لا تحدث الغيرة في نفوسهم،

فالعدل بين الأبناء ضرورة من ضرورات نجاح المهمة التربوية المنوط بأدائها الآباء والأمهات على أحسن وجه وهي علامة بارزة من علامات نجاح القدوة في الحياة العملية، وإن تجاوز هذه الركيزة الهامة وعدم إعطائها حقها من التطبيق يؤدي بلا شك إلى الحكم على عملية التربية بالفشل الذريع،
ذلك أن الخلل في التربية يؤدي إلى الخلل في النتائج والثمرات وقد نبه الإسلام إلى هذه القضية الحساسة والجوهرية،
حين أشار النبي صلى الله عليه وسلم بإشارات كثيرة إلى ضرورة المساواة بين الأبناء.

فلقد روى ابن حبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(رحم الله والداً أعان ولده على بره) [ضعيف الجامع3118].

ورغم ضعف هذا الحديث فإنّ معناه صحيح لأنه يقتضي أن يعدل الآباء بين الأبناء كي يستطيعوا بعد ذلك أن يبروا آباءهم.

فالظلم مرتعه وخيم ولا شك, وإن الإخفاق في تحقيق العدالة
في معاملة الأبناء تعتبر صفة سلبية في الأبوين
ولا بدّ من تدارك هذا النقص في الفهم وهذا الخطأ في السلوك
حتى لا يتسبب في التأثير السلبي على الطفل من أبويه.

بعض الآباء يفضل طفلاً على آخر لامتلاكه صفة الجمال أو لأنه ذكر، وهذا خطأ، ذلك أنّ الجمال أو الذكورة أو غيرها من المعاني لا يمكن التسابق فيها.

فلا يملك الطفل القدرة على أن يكون أجملَ من أخيهِ الذي اكتسب الحَظوَةَ عند أبيه، وعندها لا يكون أمام الطفل إلا منفذ واحد للخروج من أزمته النفسية، وهو الغيرة والحقد على من حوله في الأسرة والمجتمع, فالتمييز بين الأولاد وتفضيل بعضهم على بعض يؤثر على نفسية الأولاد ويزرع فيهم العقد النفسية ويورث عندهم فساد الأخلاق ويضعهم أمام الانحراف وجهًا لوجه.

فهذه الأخطاء قد تؤدِّي إلى الانكماش والعزلة والانطواء كنتيجة سلبيّة، إذا لم تكن تؤدِّي إلى النزاع والاصطدام والشِّجار.

كما يؤدي التمييز إلى علاقة سلبية بين الأبناء؛ إذ يميل الطفل المميز ضده إلى كره أخيه الآخر وغيرته منه كونه مقرباً من والديه، وحسده على الحنان والرعاية التي يحظى بها، والتي جاءت على حسابه، فظاهرة عدم العدل بين الأولاد لها أسوأ النتائج في الانحرافات السلوكية والنفسية، لأنها تولد الحسد والكراهية، وتسبب الخوف والانطواء والبكاء،وتورّث حب الاعتداء على الآخرين لتعويض النقص الحاصل بسبب التفريق بين الأولاد، وقد يؤدي التفريق بين الأولاد إلى المخاوف الليلية، والإصابات العصبية، وغير ذلك من الأمراض غير العضوية، ولا شك في أن المُفَضل يعاني هو الآخر من نظرة إخوانه العدائية والكره الممارس ضده على مستوى السلوك اليومي، إن لم تتطور إلى مستوى إلحاق الضرر بالتجريح والهجر والضرب في بعض الحالات، فتصل بذلك الأسرة إلى حالة لا تحسد عليها، ليكون الولد المفضل والمفضل عليه والوالدين أيضاً في صراع دائم يتعكر معه صفو الحياة، فالتمييز بين الأولاد والتفريق بينهم في أمور الحياة سبب للعقوق، وسبب لكراهية بعضهم لبعض، ودافع للعداوة بين الأخوة، وعامل مهمّ من عوامل الشعور بالنقص، وظاهرة التفريق بين الأولاد من أخطر الظواهر النفسية في تعقيد الولد وانحرافه، وتحوله إلى حياة الرذيلة والشقاء والإجرام.

- والمساواة الدقيقة يجب أن تكون مساواة في الطعام، ومساواة في توزيع الكلام، ومساواة في توزيع الانتباه والاهتمام، ومساواة في توزيع النظرات والضحك والمداعبات، كل هذا بقدر الإمكان، لذا يجب أن يحرص الأب أن يسعى إلى تحقيق العدالة في هذا الجانب، كذلك المساواة في الهدايا والعطايا والمساواة باتخاذ القرارات من خلال استشارة الجميع بدون استثناء،
وأخذ القرارات بالأغلبية فيما يخصهم.

وهناك المساواة بالمشاركة باللعب والمساواة في كلمات المحبة.

وهناك جانب مهم جداً، وهو: المساواة في الإصغاء والاستماع؛ فالأبناء يتفاوتون في الجرأة والخجل، وليس كل واحد منهم يبادر بالحديث ويستأثر بأذن والديه واهتمامه، ومنهم من تزيد متعة الاستماع إليه ومنهم من تقلّ، ولضبط هذا الجانب الصعب ولتلبية حاجة الأبناء إلى الاستماع إليهم والاهتمام بهم والتعبير عن أفكارهم، لتلبية كل ذلك يجب تخصيص وقت للأحاديث الخاصة.

فمن الضروري أن يشعر الأبناء بأن هناك وقتاً مخصصاً لكل منهم تُحترم فيه خصوصيّاتهم. بل يجب العدالة في الاصطحاب بأن يخصصوا لكل ولد من أبنائهما يوما ليصطحبه معه،
وبهذا الشكل يكون قد حقق العدالة بينهم وفي الوقت نفسه وبنفس الوقت يحقق على الصفوة والمحبة والحنان بين أبناء البيت الواحد.

سألوا امرأة أعرابية أي أولادك أحب إلى قلبك؟

فأجابت:
"الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود".

هكذا جمعت بينهم جميعم في الحب، غير أنّه في بعض الأوقات قد تلجأ بعض الأمهات - وبدون قصد - إلى تمييز طفل من أبنائها على الآخر نتيجة لصغر سنه أو لحاجته للعناية بصورة أكبر، وأحياناً تتصرف بصورة لا شعورية اتجاه أحدهم، فيولد ذلك غيرة قد تفتك بالأسرة ويخلق جوا غير مريح فيها.

_إنّ نبي الله يعقوب عليه السلام لم يفضِّل ابنه يوسف عليه السلام بعطية أو نحوها مما يجب العدل فيه بين الأبناء، وإنما هو محبة القلب مما لا يؤاخذ به العبد، لأنه لا يملك التحكم فيه، ومع ذلك فقد ظهر منه حرصه على إخماد نار الغيرة والحسد في وصيته ليوسف في قوله:
(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يوسف: ٥.

وقد جاء في الموسوعة الفقهية:
[ذهب الفقهاء إلى أنّ الإنسان لا يؤاخذ إذا مال قلبه إلى إحدى زوجاته وأحبها أكثر من غيرها، وكذا إذا أحب أحد أولاده أكثر من الآخرين، لأنّ المحبة من الأمور القلبية التي ليس للإنسان فيها خيار ولا قدرة له على التحكم فيها، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه فيعدل
ويقول: "اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك". رواه الترمذي،

وقال: يعني به الحب والمودة.

قال الصنعاني: "والحديث يدل على أن المحبة، وميل القلب أمر غير مقدور للعبد بل هو من الله تعالى لا يملكه العبد".

وإنّما يحرم عليه أن يفضل المحبوب على غيره بالعطايا، أ
و بغيرها من الأمور التي يملكها الإنسان بغير مسوغ،
لقوله تعالى:
(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء: ١٢٩.

ولقوله صلى الله عليه وسلم في التسوية بين الأولاد بالعطايا ونحوها لبشير رضي الله عنه: "أكُل ولدك نحلت مثله؟ قال: لا. قال: فأرجعه،

وفي رواية: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟
قال: لا، قال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، وفي ثالثة: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذن فإني لا أشهد على جور"] آهـ.

-كما ذكنا سابقا فإنّ تفضيل بعض الأبناء على بعض لا يجوز، وإنّما المشروع في عطية الأولاد هو التسوية بينهم في العطاء على السواء، ولا يجوز التفضيل إلا لمسوغ شرعي، كأن يكون أحدهم مُقعداً لا يستطيع العمل، أو كونه صاحب عائلة كبيرة ولا يكفي راتبه الإنفاق عليهم، أو كونه مشتغلاً بطلب العلم، وقد تُصرف العطية عن بعض الأولاد بسبب فسقه ومعاصيه، أو عقوقه لوالديه، أو لكونه يعصي الله فيما يأخذه من العطية والهبة.
وإذا كان أحد الأبناء يقوم على خدمة والده أو والدته والقيام بشؤونه، فيجوز إعطاؤه بقدر أجرة المثل ولا يزيد على ذلك، حتى لا يقع في التفضيل.

-من أراد قسمة شيء من ماله بين أولاده فيجب عليه أن يقسمه بين الذكور والإناث مثل الميراث، للذكر مثل حظ الأنثيين، وقال بعض العلماء بل يقسمه بالتساوي في حياته، أما بعد الممات فيكون القسم للذكر مثل حظ الأنثيين كما أمر الله به، وهذا مقتضى العدل، ولعل الصواب في ذلك القول الثاني والعلم عند الله تعالى، وهو أن يقسمه بالتساوي، لما دلّ عليه حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما المتقدم بعدم التفريق بين الذكر والأنثى، وهذا هو قول جمهور العلماء.

_إنّ الناظر في أحوال بعض الأسر يجد من الآباء من لا يخاف الله في تفضيل بعض أولاده بالعطايا، فيوغر صدور بعضهم على بعض ويزرع بينهم العداوة والبغضاء.

وقد يعطي واحدا لأنّه يشبه أعمامه ويحرم الآخر لأنّه فيه شبها من أخواله أو يعطي أولاد إحدى زوجتيه مالا يعطي أولاد الأخرى وربما أدخل أولاد إحداهما مدارس خاصة دون أولاد الأخرى،
أين هؤلاء من قوله تعالى :
( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة: ٨،

ومن وجوه عدم العدل بين الأولاد كذلك الوصية لبعض الأولاد
أو زيادتهم فوق نصيبهم الشرعي أو حرمان بعضهم،
وقد تعمد بعض الأمهات إلى الوصية بذهبها لبناتها دون أبنائها مع أنه جزء من التركة،
وهذا كله لا يجوز فإنه "لا وصية لوارث"
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا السؤال:

امرأة لها أولاد غير أشقاء، فخصصت أحد الأولاد وتصدقت عليه بحصة من ملكها دون بقية إخوته، ثم توفيت المذكورة وهي مقيمة بالمكان المتصدق به.

فهل تصح الصدقة أم لا؟


الجواب:
"الحمد لله. إذا لم يقبضها حتى ماتت بطُلت الهبة في المشهور من مذهب الأئمة الأربعة، وإن أقبضته إياه لم يجز على الصحيح أن يختص به الموهوب له، بل يكون مشتركاً بينه وبين إخوته. والله أعلم".
[ مجموع الفتاوى 31/272 ]

وقال في موضع آخر:
"وكما أنّه لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث، فكذلك لا يجوز تفضيل الإناث على الذكور، وتخصيصهن بعطية أو هبة أو صدقة دون الذكور، فهذا لا يجوز ومن فعل ذلك فقد ارتكب إثماً عظيماً.

ولا يحل لأب أن ينحل بعض أولاده على بعض، ومن فعل ذلك بالكلام دون التسليم والقبض، أو فعله وهو في مرض الموت، أو المرض المخوف، فهذا مردود باتفاق العلماء إلا خلافاً شاذاً لا يُعتد به.

وأما إن قبض بعض الأبناء ما أعطي لهم، ففيه خلاف بين العلماء، والصواب في ذلك أنّ عليهم ردّه شرعاً، وهو الذي تشهد له الأدلة السابقة، وعليهم أن يقتسموه بينهم وفق ما جاء في كتاب الله تعالى، للذكر مثل حظ الأنثيين.
والعلم عند الله تعالى".
[مجموع الفتاوى 31/296-297]

_ يميل بعض الآباء حباً وعطفًا إلى أحد أبنائهم دون إخوته الآخرين لميزة رأوها فيه، فيقومون بالاهتمام بهذا الابن دون إخوته.

بينما الطريقة الإيجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح الصفات التي يتحلّى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه أو بذكر اسمه بطريقة تشجيعية.

وبهذه الطريقة بإمكاننا ضمان استمرار تصرف الابن الصالح على هذا المنوال مع تشجيع الآخرين حتى يقلدوه.

ولكن التفضيل بينهم لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقًا أكثر، وفي المقابل سلبها من الأبناء الآخرين.

_عند الشجار بين الأبناء يجب البحث عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بينهم، ثم لابدّ من اقتلاعها من الجذور مع زرع مكانها المودّة والإخاء، ولا بدّ من الحذر من نصرة أحد المتخاصمين وعدم العدل بينهم، كذلك من المهم أن يُشبع الوالدين حاجة الطفلين المتخاصمين من المحبة والاهتمام بتخصيص وقت لكل منهما، يجلسان معهما ويسألانهما عن أحوالهما، وعمّا يغضب الأخ من أخيه، فيُشعراه بحبهما له ولأخيه بنفس القدر، وأنّهم جميعًا أسرة واحدة يحتاج أفرادها إلى بعضهم البعض، ويعطفون على بعضهم، وهذا من صلة الرحم التي يحوزان بها رضا الله وحب الوالدين.

هذا هو دورهما إذا كانا يرغبان أن يسود الحب والودّ بين أبنائهم، كما عليهما أن يبينا أهمية الأخ لأخيه بذكر الفوائد الجمّة التي يجنيها الإخوان من بعضهم البعض وأنّ الأخ هو الساعد الأيمن لأخيه، وهنا يجدر بهما أن يسردا لهم الأمثلة التي توضح ذلك كقصة موسى حينما
قال: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) طه: ٢٩ - ٣٢،

وبهذه الطريقة يكون الأب والأم قد أشعرا ابنهما بأهمية أخيه، وبالتالي تشتد أواصر المحبة بينهم.

- إنّ زرع المحبة بين أفراد الأسرة والأبناء تحديدا، وخلق جو مسالم مفعم بالمحبة والرعاية والاهتمام بالأبناء بكافة أعمارهم ومزاياهم ومتطلباتهم يعد من أصعب المهمات الملقاة على عاتق الأهل جميعا، وقد يفشل بعضهم في إتقانها مما يؤدي إلى خلق جو متوتر، بل حقد وغيرة بين أفراد الأسرة ككل
-نسأل السلامة والعافية-

لذلك وجب الحرص على العدل بين الأبناء حتى يدوم الحب والود.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا البرّ بآبائنا والعدل في أولادنا والثبات على ديننا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

منقول:w27:








__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هـ زينة الحلا ـيا


كلمـآت عانقة السمـآء بروعتهآ أسعدتني كثيرآ
الثنـآء لشخصكـ الكريم ع الاطلـآله الرـآقيه
أنرتي بمروركـ وذووقكـ في الرد
كوني بقربي دومـآ لا عدمنـآكـ
لكِـ مني أجمل تحيه
دمتي بخيــر



__________________________________________________ __________

تسلم اديكى على الموضوع الرائع
جهد مشكوووووور
بارك الله فيكى غاليتى
يستحق التقييم



__________________________________________________ __________


تسلمييين ياااقلبي
دووووم يسعدني حضوووركـ الممميز و ردكـ الجمييييل
الله يعطيكـ العاافيهـ و لايحرمني منكـ ياااغلاي
لكـ ..

تحيـــ ومحبتي
ــــااااتي



يعطيك العافيه