عنوان الموضوع : محمد حسان : السحر أنواع ما بين حقيقة وتخيل في الاسلام
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية


فى حلقة خاصة على قناة الرحمة تحدث الشيخ ظ…ط*ظ…ط¯ ط*ط³ط§ظ† عن موضوع يشغل الكثير من الناس وهو "السحر"، والذى وصفه بأنه عالم عجيب تختلط فيه الحقيقة بالخرافة والعلم بالشعوذة كما تختلط فيه الدوافع والبواعث والغايات والأهداف .



وأشار الى في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:



" اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا : يا رسول الله وما هُنَّ ؟ قال " الشرك بالله ، والسحرُ وقتلُ النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكلُ مال اليتيم ، وأكلُ الربا ، والتولي يوم الزحف وقذفُ المحصناتِ الغافلاتِ المؤمنات".



وذكر حسان أن التوجه إلى ط§ظ„ط³ط*ط± والسحرة في هذا العصر المتطور منذراً بالخطر فلقد أذاقت الحياة المادية الجافة البشرية البلاء العظيم فلقد قست القلوب وجفت ينابيع الخير في أرواح أكثر الناس فكثرت العقد والمشكلات النفسية التي أصبحت سمة العصر ، لافتا الى ان السحر في اصطلاح العلماء هو " مختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع" .



وعرف الإمام ابن قدامة السحر في كتاب المغني مع الشرح الكبير في المجلد العاشر فقال : السحر هو عُقدّ ورُقي وكلامّ تكلم به ( أي الساحر) ويكتبه أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله ( أي الساحر ) حقيقة، فمنه ما يقتل وما يُمرض وما يأخذُ الرجل عن إمرأته فيمنعُهُ وطأها ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغضُ أحدُهما إلى الآخر أو يُحبب بين اثنين .



وفرق حسان بين السحر والكرامة والمعجزة، فالسحر اتفاق بين الساحر والشيطان على أن يقوم الساحر بفعل الكفر والشرك وكل ما هو محرم في مقابل أن يساعده الشيطان وأن يعينه في كل ما يطلبه منه الساحر ، وكلما ازداد الساحر كفراً بالله وعبادة الشيطان كلما ازداد الشيطان له طاعة ، أما الكرامة فلا تكون إلا للولي، وأما المعجزة فلا تكون إلا للنبي .



وقال الإمام النووي : " بأن السحر لا ط*ظ‚ظٹظ‚ط© له، وإنما هو تخييل والصحيح أن السحر له حقيقة وبه قطع الجمهور وعليه عامة العلماء ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة"



واستدل القائلون بأن السحر تخييل لا حقيقة له بقول الله عز وجل: { يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } ويقول جل وعلا: {سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ}، واستدلوا بأن السحرة لا يقدرون أبداً على قلب حقائق الأعيان كتحويل الحصى إلى ذهب أو كتحويل الورق إلى أموال وغير ذلك ولو كانوا يملكون ذلك لكانوا أغنى الناس وما تحايلوا على أكل أموال الناس بالباطل .











فقد أخبر الحق تبارك وتعالى في هذا النص القرآني الكريم أن الشياطين يعلمون الناس السحر وأن الناس يتعلمون منهم وإذا لم يكن للسحر حقيقة فماذا يعلمون وماذا يتعلم الناس ؟



وأن النص القرآني قد صرح بأن الساحر يفرق بسحره بين المرء وزوجه ، واستدلوا بقول الله عز وجل : {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } والنفاثات في العقد هن الساحرات اللواتي يعقدن السحر وينفثن عليه .



قال الجمهور : ولولا أن السحر حقيقة ما أمر الله بالاستعاذة منه واستدلوا على حقيقة السحر بوجوده في الواقع، يقول ابن القيم : والسحر يؤثر مرضاً وثقلاً وعقلاً وحباً وبغضاً ونزيفاً موجود تعرفه عامة الناس ومن أقوى أدلتهم سحر النبي صلى الله عليه وسلم .



ولكن يجب أن نعلم أن تحقيق هذا الخلاف أن الذين قالوا بأن السحر كله حقيقة قد جانبوا الصواب في المسألة وكذلك الذين قالوا إن السحر كله تخييل لا حقيقة له قد جانبوا الصواب أيضاً والتحقيق أن السحر ط£ظ†ظˆط§ط¹ منه ماهو حقيقة ومنه ما هو تخييل لا حقيقة له .



فالسحر الحقيقي: هو الذي يعتمد فيه الساحر على الجن والشياطين وعبادة الكواكب والنجوم .



وكلما ازداد الساحر كفراً وزندقة ازداد الجن والشيطان له طاعة .



وسحر التخييل الذي لا حقيقة له في الواقع ، مبني على الأخذ بالعيون فترى الشيء على خلاف ما هو عليه ، في الحقيقة .



ومن ثم نخلص إلى أن السحر منه ما هو حقيقي وما هو تخييل والله أعلم وهنا يثور هذا التساؤل الخطير : هل سُحر النبي حقاً ؟



والحديث رواه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجة والنسائي والبيهقي وغيرهم من عدة طرق عن عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لفظ حديث عائشة في صحيح البخاري في كتاب الطب قالت :



سحر رسول الله رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال: "يا عائشة أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟"



قلت وما ذاك يا رسول الله ؟ فقال: "أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجعُ الرجل ، فقال مطبوب (أي مسحور) قال ومن طَّبه ؟ قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال في أي شيء ؟ قال : في مُشط ومُشاطَة" والمشاطة أي الشعر المتساقط من الرأس واللحية عند ترجيلهما ، قال أين هو ؟



قال في بئر ذي أروان ومن الرواة من قال في بئر ذروان ، قال : وذروان : بئر في بني زريق – فذهب النبي في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها ، وعليها نخل .



قال: ثم رجع إلى عائشة، فقال: " والله لكأن ماءها نقاعةُ الجفاء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين ، قلت : يا رسول الله أفأخرجته ؟



قال: "لا ، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني ، وخشيت أن أثُوَر على الناس منه شراً وأُمر بها فدفنت".



وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود ، فاشتكى لذلك أياماً فأتاه جبريل فقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، عقد لك عُقداً في بئر كذا وكذا ، فأرسل رسول الله فاستخرجها فَحلّها ، فقام رسول الله كأنما انشطَ من عقلٍ ، فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط.



وقد ردّ كثير ممن ينسبون إلى العلم هذا الحديث الصحيح وتبعهم في ذلك من يقدمون العقل على النقل ويردون النصوص التي لا تقبلها عقولهم .ويرون عقولهم ميزاناً يعرفون به صحيح الحديث من سقيمه معرضين عن منهج المحدثين من سلف الأمة الذين أرسوا قواعد علم الحديث ومصطلحة .ولو كانت العقول وحدها ميزاناً لمعرفة الصحيح المنقول من سقيمه لكان خبر دائراً بين القبول والرد .



نعم فهؤلاء يرونه موافقاً لعقولهم فيقبلونه وآخرون يرونه مخالفاً لعقولهم فيردونه ورضي الله عن عَليَّ إذ يقول : لو أخذ الدين بالعقل لكان المسح على باطن الخف أولى من المسح أعلاه !!



فالعقل له دوره وله وظيفته وله أيضاً حدوده ونور الوحي لا يطمس نور العقل أبداً بل يباركه ويقويه ويزكيه وليس ابداع العقل في الجانب المادي والعلمي دليلاً على صوابه ودقته في الجانب الديني الذي لابد من التقيد بنور الوحي .



نعم .. فهذا هو العقل الروسي الجبار يدافع عن الكفر والإلحاد وشعاره أنه يؤمن بثلاثة ويكفر بثلاثة ، يؤمن بماركس ولينين وستالين ، ويكفر بالله وبالدين وبالملكية الخاصة وهذا هو العقل الأمريكي الجبار يدافع عن الشذوذ الجنسي وعن زواج الرجل للرجل وعن العنصرية اللونية البغيضة وهذا هو العقل اليوناني يدافع عن الدعارة وهذا هو العقل الروماني يدافع عن مصارعة الثيران.



فالذين ردّوا حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم ادَّعوا بأن الحديث باطل ومقدوح في سنده والحديث مخرج في أصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل في صحيح البخاري ومسلم .



أما دعواهم بأن الحديث يقدحُ في مقام النبوة ويتنافى مع العصمة التي منحها الله لنبيه في قوله {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} وأن هذا الحديث يصدق المشركين الذين اتهموا الرسول بأنه مسحور كما قال عز وجل منهم :{ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً }



والجواب على هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم باتفاق في جانب التبليغ والتشريع : {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} }،



وأما بالنسبة إلى الأعراض البشرية كأنواع المرض والآلام والإصابة في المعارك فهذا لا يقدح في مقام النبوة ولا ينافي العصمة وجميع الأنبياء يعتريهم من ذلك ما يعتري البشر جميعاً: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ }



وقال جل وعلا مخاطباً رسول الله :"قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } ،والسحر علة من علل الدنيا ومن أمراضها كسائر الأمراض ، فقد اثرت فيه الحمى وأثر فيه السم وجرح وجهه في غزوة أحد ، وكسرت رباعيته صلوات ربى عليه .





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________
جزاج اڷڷــﮧ خير حبے ..~


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________