عنوان الموضوع : خطبة و بحث عن التحذير من الربا وخطره
مقدم من طرف منتديات المرأة العربية
التحذير من ط§ظ„ط±ط¨ط§ وخطره
عبدالعظيم بدوي الخلفيملخص الخطبة
1- الفرق بين الربا والصدقة. 2- تعريف الربا وأدلة تحريمه. 3- شرح الآيات التي ورد فيها ذم الربا وبين حال أهل الربا في الدنيا والآخرة. 4- كيف يتوب المتعامل بالربا من الربا. 5- فضل إنظار المعسر. 6- تعريف نوعي الربا: ربا الفضل وربا النسيئة.الخطبة الأولى
عن عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة https://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif قال: قال رسول الله https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله تعالى من ستة وثلاثين زنية)).
إن الصدقة هي الوجه المشرق الصالحة للمعاملة التي يتعامل بها الناس، ويقابلها الوجه الكالح الطالح وهو الربا، وشتّان بين الوجهين:
فالصدقة عطاء وسماحة، وطهارة وزكاة، وتعاون وتكافل.
والربا شح وقذارة ودنس، وأثرة وفردية.
والصدقة نزول عن المال بلا عوض ولا رد.
والربا استرداد للدين ومعه زيادة حرام مقتطعة من جهد المدين أو من لحمه، من جهده إن كان قد عمل بالمال الذي استدانه فربح نتيجة لعمله هو وكده، ومن لحمه إن كان لم يربح أو خسر، أو كان قد أخذ المال للنفقة منه على نفسه وأهله ولم يستربحه شيئا.
ولهذا تحدث القرآن عن الصدقة ثم أتبعها بالحديث عن الربا، الوجه الآخر الكالح الطالح، وكشف عما في عملية الربا من قبح وشناعة، ومن جفاف في القلب وشر في المجتمع، وفساد في الأرض وهلاك للعباد.
ولم يبلغ من تفظيع أمر أراد الإسلام إبطاله من أمور الجاهلية ما بلغ من تفظيع الربا، ولا بلغ من التهديد في اللفظ والمعنى ما بلغ من التهديد في أمر الربا.
ولما كان الربا قد شاع في عصرنا هذا شيوعا كثيرا جعل السلامة منه من الصعوبة بمكان، كان لابد من الحديث عن الربا وبيان خطره وخطر عقوبته لعل المرابين يتقون أو يحدث لهم ذكرا، فنقول وبالله التوفيق:
الربا في اللغة: الزيادة
قال تعالى: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الحج:5].
وهو في الشرع: الزيادة في الدين على رأس المال قلّت أو كثرت، وهو حرام بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.
قال تعالى: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [آل عمران:130].
وليس القيد هنا لإفادة الشرطية، ولكنه لبيان الواقع فلا يعتد به، بدليل قوله تعالى: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [البقرة:279].
وقال النبي https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((اجتنبوا السبع الموبقات...)) وعدّ منها الربا.
وقال https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((الربا بضع وسبعون بابا، أهونها مثل إتيان الرجل أمه)).
وقال https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة)).
وفي حديث الرؤيا الطويل عند البخاري: ((أن النبي https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif أتى على نهر أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا، فينطلق يسبح ثم يرجع إليه، كلما رجع فغر له فاه فألقمه حجرا، فقال https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ما هذا؟ فقيل له: إنه آكل الربا)).
ولقد شن القرآن الكريم حملة شديدة عنيفة على المرابين نسوقها بلفظها ثم نأتي عليها بالبيان.
قال تعالى: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون https://www.islamdoor.com/k/mid-icon.gif يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم https://www.islamdoor.com/k/mid-icon.gif إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون https://www.islamdoor.com/k/mid-icon.gif يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين https://www.islamdoor.com/k/mid-icon.gif فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون https://www.islamdoor.com/k/mid-icon.gif وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون https://www.islamdoor.com/k/mid-icon.gif واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [البقرة:275-281].
إنها الحملة المفزعة، والتصوير المرعب https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif وما كان أي تهديد معنوي ليبلغ إلى الحس مبلغ هذه الصورة المجسمة الحية المتحركة، صورة الممسوس المصروع وهي صورة معروفة معهودة للناس. والنص يستحضرها لتؤدي دورها الإيحائي في إفزاع الحس لاستجاشة مشاعر المرابين، وهزّها هزّة عنيفة تخرجهم من مألوف عادتهم ومن حرصهم على ما يحققه لهم من الفائدة.
والذين يأكلون الربا ليسوا هم الذين يأخذون الفائدة الربوبية وحدهم، إنما هم كل المتعاونين على إجراء العملية الربوية:
عن جابر بن عبد الله قال: ((لعن رسول الله https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif آكل الربا، وموكله، وشاهديه وكاتبه، وقال: هم سواء)).
والقرآن يصفهم بأنهم https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif.
إنهم لا يقومون في الحياة ولا يتحركون إلا حركة الممسوس المضطرب القلق المتخبط الذي لا ينال استقرارا ولا طمأنينة ولا راحة، وهذا أمر أصبح مشاهدا في هذا العصر، فالناس مع الحضارة والرقي والتقدم والرخاء قلقون خائفون مضطربون، قد فشت فيهم الأمراض العصبية والنفسية، والسبب هو خواء الأرواح من زاد الإيمان، الذي هو سبب الطمأنينة والسكينة والهدوء والراحة https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الرعد:28].
وحين يشقى العالم وهو في رخاء مادّي لابد أن يعلم أن السبب هو فقد الغذاء الروحي، الذي سببه الإعراض عن ذكر الله، كما قال تعالى: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [طه:124].
ولكن القوم لا يستحضرون هذا السر، ولا يهتدون إليه سبيلا، لأن https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif لهم قلوب لا يفقهون بها https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الأعراف:179].
ولقد اعترض المرابون في عهد رسول الله https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif على تحريم الربا وتحليل البيع https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif وكانت الشبهة التي ركنوا إليها هي أن البيع يحقق فائدة وربحا، كما أن الربا يحقق فائدة وربحا، وهي شبهة أوهى من بيت العنكبوت.
فالعمليات التجارية قابلة للربح والخسارة، أما العمليات الربوية فهي محدودة الربح في كل حالة، هذا هو مناط التحريم والتحليل: إن كل عملية يضمن فيها الربح على أية وضع هي عملية ربوية محرمة، بسبب ضمان الربح وتحديده، ولا مجال للمماحلة في هذا ولا للمداراة، ولذا https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif أحل الله البيع وحرم الربا https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif.
ولما كان الله تعالى لا يؤاخذ إلا بعد إقامة الحجة قال: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif، فمن سمع موعظة من ربه فلا يكلّف بردّ ما أخذ من الناس قبل ذلك، وحسبه أن لا يزيد عليهم بعد الموعظة، لكن انظر إلى خطر الأمر وهو قوله تعالى: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وأمره إلى الله https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif ليظلّ متوجّسا من الأمر خائفا منه يقول: كفاني ما مضى، ولعل الله أن يغفر لي إذا تبت وأنبت ولم أقع فيه بعد ذلك.
(ومن عاد) بعد بيان الله وتذكيره وتوعّده لأكلة الربا https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif. وفي هذا التصريح بأن أكلة الربا في النار خالدون إلا من مات منهم على التوحيد، فإن خلوده ليس كخلود الكافرين، وإنما ينفعه التوحيد يوما ما، كما عُلم من النصوص الأخرى.
ولما علم الله أن من عباده من لا يقيم وزنا ليوم الحساب، ويسقطه من حسابه، فقد أنذرهم بالمحق في الدنيا https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif يمحق الله الربا https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif.
والمحق: هو محو الشيء والذهاب به، وقد اشتهر هذا حتى عرفه العامة، فكم من آكل ربا حل به البلاء https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif فأتى الله بنيانهم من القواعد فخرّ عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [النحل:26].
https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ذلك لهم خزي في الدنيا https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [المائدة:33].
https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ثم يوم القيامة يخزيهم https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [النحل:27].
https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [النمل:52].
https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif [الحج:46].
والله سبحانه يعقّب على هذا الوعيد فيقول: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif والله لا يحب كل كفار أثيم https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif والكفار هو الذي كفر نعمة الله وجحد منّة ربه. والأثيم من أثم بإصراره على المعصية، وفي هذا النص إشارة إلى أن الله يحب الشاكرين ويحب التوابين.
ثم أدخل هذه الآية وهي قوله: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif أدخلها بين آيات الربا ليبين أن أكبر الأسباب التي تعين على ترك الربا الإيمان، وأن آكل الربا لا يأكل الربا وهو مؤمن، قال تعالى: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif إن الذين آمنوا https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif أي: صدّقوا إذعان بما جاء من عند الله في هذه المسألة وغيرها https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وعملوا الصالحات https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif التي تصلح بها نفوسهم وشأن من يعيش معهم، ومنها مواساة المحتاجين، والرحمة بالبائسين وإنظار المعسرين https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وأقاموا الصلاة https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif التي تذكّر المؤمن بالله فتزيد في إيمانه وحبّه لربه، حتى تسهل عليه طاعته في كل شيء https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وآتوا الزكاة https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif التي تزكي النفس من رذيلة البخل والحرص وتمرّنها على أعمال البر حتى تسهل عليها ويكون ترك أكل أموال الناس بالربا أسهل.
وإنما ذكر الصلاة والزكاة لأنهما أعظم العبادة النفسية والمالية، فمن أتى بهما كاملتين سهل عليه كل عمل صالح.
والله يعدهم بأن https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif لهم أجرهم عند ربهم https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif يحفظه لهم https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif فهو وعد بالأمن فلا يخافون، وبالسعادة فلا يحزنون، في القوت الذي يتوعد فيه أكلة الربا بالمحق والسحق، وبالتخبط والضلال، وبالقلق والخوف.
وفي ظل هذا للرخاء الآمن الذي يعد الله به الجماعة المسلمة التي تنبذ الربا من حياتها فتنبذ الكفر والإثم، وتقيم هذه الحياة على الإيمان والعمل الصالح والصلاة والزكاة، في ظل هذا الرخاء الآمن يهتف بالذين آمنوا بالهتاف الأخير ليحولوا حياتهم عن النظام الربوي الدنس المقيت، وإلا فهي الحرب المعلنة من الله ورسوله بلا هوادة ولا إمهال ولا تأخير: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif فوصفهم بالإيمان، وذكّرهم بالتقوى، ثم انتقل إلى الأمر بترك ما بقي من الربا لمن كانوا يرابون.
ثم وصل ذلك بقوله: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif إن كنتم مؤمنين https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif أي إن كان إيمانكم تاما شاملا لجميع ما جاء به محمد https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif من الأحكام فذروا بقايا الربا.
ويؤخذ من هذا أن من لم يترك ما بقي من الربا بعد نهي الله تعالى عنه وتوعده عليه فلا يعدّ من أهل هذا الإيمان التام الشامل.
وهكذا يأخذهم بالترغيب أولا، ثم ثنىّ بالترهيب الذي يقصم الظهور، ويزلزل القلوب: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif.
أي: إن لم تتركوا ما بقي لكم من الربا كما أمرتم فاعلموا واستيقنوا بأنكم على حرب من الله ورسوله.
ويا للهول: حرب من الله ورسوله!! إن الخصم ليعرف أن عدوّه يعدّ العدة ليشن الغارة عليه فلا يهدأ ولا ينام، مع احتمال أن يدفع عن نفسه، وأن يكون هو المنتصر. فكيف إذا أعلم بالحرب من الله ورسوله؟! وهي حرب رهيبة معروفة المصير، مقررة العاقبة، لا هوادة فيها، وأين الإنسان الضعيف الفاني من تلك القدرة الجبّارة الساحقة الماحقة؟!.
وهذه الحرب المعلنة أعمّ من القتال بالسيف والمدفع. إنها حرب على الأعصاب والقلوب، وحرب على البركة والرخاء، وحرب على السعادة والطمأنينة، حرب يسلط الله فيها بعض العصاة على بعض، حرب المطاردة والمشاكسة، حرب الغبن والظلم، حرب القلق والخوف، وأخيرا حرب السلاح بين الأمم والجيوش، والدول، إنها الحرب المشبوبة دائما، وقد أعلنها الله على المرابين، وهي مسعرة الآن تأكل الأخضر واليابس، والبشرية غافلة عما يفعل بها.
ثم عرّض بالتوبة فقال: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وإن تبتم https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif يعني من المعاملات الربوية https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif الناس بأخذ الربا https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif ولا تظلمون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif ببخسكم رؤوس أموالكم. فكل من تاب من الربا: فإن كانت معاملات سالفة فله ما سلف لا يكلّف ردّه ولا إضاعته، وأمره إلى الله ينظر فيه.
وإن كانت معاملات موجودة وجب عليه أن يقتصر على رأس ماله، فإن أخذ زيادة فقد تجرأ على الربا.
ثم يرشد صاحب المال إلى ما يجب عليه نحو الذي عليه الدين فيقول: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif.
إنها السماحة النديّة التي يحملها الإسلام للبشرية. إنه الظل الظليل الذي نادى إليه البشرية المتعبة في هجير الأثرة والشح والطمع والتكالب، إنها الرحمة للدائن والمدين، وللمجتمع الذي يظل الجميع.
إن المعسر في الإسلام لا يطارد من صاحب الدين أو من القانون والمحاكم، إنما ينظر حتى يوسر، ثم إن المجتمع المسلم لا يترك هذا المعسر وعليه دين، فالله يدعو صاحب الدين أن يتصدق بدينه إن تطوع بهذا الخير، وهو خير لنفسه كما هو خير للمدين، وهو خير للجماعة كلها ولحياتها المتكالفة ولو كان يعلم ما يعلمه الله من سريرة هذا الأمر.
وقد كثرت الأحاديث في الترغيب في إنظار المعسر والتجاوز عنه، ومنها: قوله https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظلّه)).
وعن حذيفة https://www.islamdoor.com/k/radia-icon.gif قال: قال رسول الله https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((أتى الله بعبد من عبيده يوم القيامة قال: ماذا عملت لي في الدنيا؟ فقال: ما عملت لك يا رب مثقال ذرة في الدنيا أرجوك بها – قالها ثلاث مرات – ثم قال عند آخرها: يا رب إنك كنت أعطيتني فضل مال، وكنت رجلا أبايع الناس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر. فقال الله عز وجل: أنا أحق من ييسر، أدخل الجنة)).
ثم يجئ التعقيب العميق الإيحاء الذي ترجف منه النفس المؤمنة وتتمنى لو تنزل عن الدين كله ثم تمضى ناجية من الله يوم الحساب: https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif فأنجع شيء لمرض القلوب تذكر يوم الدين وهو يوم عسير، له في قلب المؤمن وقع شديد، https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif.
كان هذا ط§ظ„طھط*ط°ظٹط± من ربا النسيئة: وهو الزيادة في الثمن من أجل الزيادة في الأجل.
ومن باب سد الذرائع حرّم الإسلام نوعا آخر من الربا وهو ربا الفضل.
وربا الفضل معناه: بيع جنس بجنسه متفاضلاً.
وهو محصور في أصناف ستة، بيّنها قوله https://www.islamdoor.com/k/salla-icon.gif: ((الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيدا)).
فهذه الأصناف الستة لا يجوز بيع الجنس منها بجنسه متفاضلا: فلا يجوز بيع مائة جرام ذهبا قديما بتسعين جراما ذهبا جديدا، وكذلك الفضة.
ولا يجوز بيع كيلتين من قمح رديء بكيلة من قمح جيد، وهكذا بقية الأصناف.
ولا يجوز التأخير في القبض وإن كان هناك تماثل، بل لابد من التقابض في المجلس.
فإن اختلفت الأجناس والعلة جاز البيع والشراء متفاضلا وجاز التأخير، كأن تشتري قمحا بنقد، أو ملحا بنقد.
وإن اختلفت الأجناس واتحدت العلة جاز التفاضل دون التأخير: فيجوز أن تشتري عشرين جراما ذهبا بمائة فضة مثلا. أو تشتري كيلتين قمحا بأربع شعيرا، أو تشتري مائة ريال سعوديا بتسعين جنيها مصريا، فهذا التفاضل جائز شريطة التقابض في المجلس. فلا يجوز أن تشتري مائة ريال بتسعين جنيها وتبقى لك أو عليك بقية.
وكذلك لا يجوز أن تشتري ذهبا بنسيئة، ولا أن تدفع بعض القيمة ويبقى عليك بعضها، بل لابد من دفع القيمة كلها نقدا قبل مغادرة المجلس. ومن الخطأ الذي يقع فيه كثير من الناس عند استبدال الذهب القديم بجديد أنهم يبيعون القديم ولا يقبضون ثمنه، ثم يشترون الجديد ويدفعون الفرق، وهذا داخل في ربا الفضل، والصحيح أن تبيع ما معك وتقبض ثمنه، ثم تشتري الجديد وتدفع ثمنه.
https://www.islamdoor.com/k/start-icon.gif فاعتبروا يا أولي الأبصار https://www.islamdoor.com/k/end-icon.gif وخذوا حذركم، وتفقهوا في دينكم، فإنه ((من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين)).
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
شــــــــــــــــــكرا لـــكــــــى
__________________________________________________ __________
آلعفوٍ سوٍسوٍ
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________